تم مساء أمس الأربعاء بالرباط، توشيح رئيس المؤسسة الوطنية لمتاحف المغرب، مهدي قطبي، ومدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وعبد العزيز الإدريسي، على التوالي بوسامي صليب الاستحقاق المدني من درجة قائد وصليب الاستحقاق المدني من درجة ضابط بالمملكة الإسبانية، اعترافا بانخراطهما في سبيل تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
وتسلم قطبي والإدريسي وسامي الاستحقاق من سفير المملكة الإسبانية بالمغرب، ريكاردو دييث - هوشليتنر، باسم العاهل الإسباني فيليبي السادس، خلال حفل حضرته العديد من الشخصيات من عالم السياسة والأعمال والدبلوماسية والفن والإعلام.
وأكد دييث - هوشليتنر أنه يصعب "تلخيص المسار الاستثنائي للسيد قطبي، المعروف من طرف الجميع والذي يحظى دون شك بتقدير الجميع. فبفضل موهبته، أصبح أحد الفنانين التشكيليين المغاربة الأكثر شهرة على الصعيد الدولي، ويجسد بذلك أسطورة ما يعرف في الولايات المتحدة بالرجل العصامي".
واعتبر أن قطبي يعد دون شك رمزا للثقافة بالمغرب. فمنذ إحداثها، تعمل المؤسسة على تفعيل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي وضع الثقافة ضمن الأولويات.
ونوه السفير الإسباني بالنتائج الباهرة التي حققتها المؤسسة، التي أضحت قاطرة حقيقية للثقافة بالمغرب، من خلال استراتيجية واضحة تتمحور، فضلا عن الإشعاع الثقافي، حول الحفاظ على التراث المغربي وإغنائه من جهة، ودمقرطة الثقافة وتسهيل ولوج المواطنين إليها من جهة ثانية.
وأشار إلى أن المساهمة الكبيرة لقطبي في إحداث متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، الذي أضحى مؤسسة رائدة لا محيد عنها في مجال الفن المغربي والإفريقي والمتوسطي والعالمي، معتبرا أن المتحف استطاع، بفضل تفاني السيد قطبي وانخراطه الشخصي، أن يستضيف معارض هامة خلال السنوات الأربع الأولى من إحداثه.
كما ساهم قطبي، حسب السيد دييث - هوشليتنر، في التقريب بين إسبانيا والمغرب من خلال الفن والثقافة، عبر تشجيع انفتاح المواطن المغربي على الفن الإسباني.
من جهته، يضيف السفير الإسباني، استطاع الإدريسي أن يجعل من المتحف، وفي ظرف وجيز، قبلة للفن المغربي والعالمي، وفضاء ثقافيا لا محيد عنه في شمال إفريقيا، يعمل على نشر الفن الحديث والمعاصر المغربي والأجنبي، ويجعل من تقاسم التجارب الفنية والابتكارات الإبداعية حجر زاوية عمله المؤسساتي.
وأضاف أن الإدريسي كان فاعلا أساسيا في تقديم معرض مجموعة بنك إسبانيا وحدثا فارقا في التاريخ الثقافي الإسباني المغربي، إذ تم بالمغرب، ولأول مرة، عرض أعمال غويا وسورولا وزولواغا وتابي وسورا وتشيليدا وغيرهم.
وخلص إلى أن الإدريسي لم يكن فقط المندوب المشارك للمعرض، بل بذل كل جهده وسخر كل طاقاته ليحقق المعرض نجاحا حقيقيا، مشيرا إلى أن المعرض جاء تتويجا لتاريخ التأثيرات والالتقاء بين المغرب وإسبانيا المتسم بثراء استثنائي.