أسدل الستار في الساعات الأولى من صباح الأحد على فقرات مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة ، في طبعته الواحدة والعشرين ، بتنظيم عدد من الحفلات على مختلف منصات المدينة علامتها المميزة هو المزج الفني الراقي.
فقد شهدت منصة ساحة مولاي الحسن ، وهي المنصة الرئيسية للمهرجان ، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، شهدت حفلا صاخبا أبدع فيه المعلم حسن بوسو في معزوفات كناوية قبل أن ترافقه على الخشبة فرقة "بينين أنترناشيونال موزيكال" في مزج مثير.
وبعد حفل سابق يوم الخميس المنصرم، عادت فرقة سناركي بوبي الأمريكية ،التي أنشأها الملحن وعازف الباص مايكل ليك سنة 2004 ، لتقدم حفلا موسيقيا رائعا أثار إعجاب جمهورها الذي كافأته بمرافقة غير متوقعة للمعلم حميد القصري وفرقته في أداء ألهب الحناجر والأيادي، قبل تقديم عرض مزجي هو ثمرة إقامة فنية للمعلم حسام غينيا مع شبكة هتشنكس ونغيين لي (فيتنام - فرنسا) والموسيقار دافيد أوبايل (فرنسا) وعمر البرقاوي (المغرب).
وكانت سهرة منصة ساحة مولاي الحسن قد استهلت بأداء لمدرسة كناوة الصويرة مع المعلمين سعيد بولحيمص وعبد الملك القديري ومحمد بومزوغ، في مسعى من المنظمين إلى "تسليط الضوء على جميع المواهب وعلى تراث كناوة بهدف إدامة العادة الكناوية".
أما المعلم مصطفى باقبو فقد ألهب منصة الشاطيء بأغانيه الكناوية المعروفة وسط حضور كثيف ، مترحما على المعلمين الراحلين ، و سبقته إلى المنصة ذاتها المعلم عبد الكبير كبيبر ودجماوي أفريكا (الجزائر) ومجموعة "أفريكا يونايتد" التي يتشكل أعضاؤها من فنانين من المغرب والكوت ديفوار والكونغو وجزر القمر والتي رأت النور بالرباط سنة 2006 بمبادرة من الفنان القمري فهد فيزوال.
وشهدت منصة ساحة الساعة "أحواش حاحة"، وساحة الخيمة "غانغا تمنارت"،وساحة الشاطيء "عيساوة الصويرة"، وبرج باب مراكش المعلم مختار غانيا وأفريكا كناوة إكبريونس، ودار لوبان المعلم باعليل والمعلم محمد كويو، والزاوية العيساوية المعلم عبد النبي الفقير والمعلم عزيز باقبو.
يشار إلى أن منظمي المهرجان أقاموا على مدى ثلاثة ليال حفلات موسيقية حميمية بكل من دار لوبان والزاوية العيساوية وبرج باب مراكش وزاوية سيدنا بلال، شارك فيها عدد من المعلمين الصويريين والمغاربة. وتم في ليلة رمزية بزاوية سيدنا بلال تكريم سبعة معلمين راحلين هم سمحمد دردار وسعيد بوكري وعبد الله أخراز وعبد العزيز سوداني والصديق لعراش والمختار غينيا وعلال سوداني.
وعلى عادة المهرجان في تحضير الخلف للمعلمين الكناويين الكبار، خصصت الدورة حفلات خاصة لخلف كناوة الدار البيضاء (المعلمين إسماعيل رحيل وإبراهيم حمام وخالد سنسي)، ومراكش (المعلمين مولاي الطيب الذهبي وهشام مرشان وآيت حمايتي طارق ) ، والصويرة (المعلمين حسام غينيا ومحمد بومزوغ وعبد المالك القادري وسعيد بولحيمص).
ولكون مهرجان كناوة هو أيضا مكان للتعلم والتدريب فقد نظم عددا من الورشات على مدى يومين هي ورشتا "تقاسم تجربة سناكي بوبي" من تنشيط ميشيل ليغ (الولايات المتحدة) و "سفر عبر الزمن، إيقاعات وألوان كناوة" من تنشيط خليل منجي (المغرب) وكذا ورشة "القرقاب ورقصة كويو" من تنشيط سمير لانغوس (الولايات المتحدة - المغرب). وعلى هامش هذه الدورة من المهرجان، تم أيضا افتتاح مكتبة الآلات الموسيقية الإفريقية التي تتضمن ما بين أربعين و48 آلة موسيقية مع تنظيم ندوة في موضوع "تثمين الآلات التقليدية في أفريقيا"، فضلا عن معرض "نساء كناويات بين الأرض والبحر" للمنحوتات للفنانة الفرنسية، من أصل جزائري، ليندا بوغيرارا.