القائمة

أخبار

برلماني تونسي: باشرت الاتصالات من أجل التقدم بملف مشترك بين المغرب والجزائر وتونس لاحتضان مونديال 2030 [حوار]

بعد فشل المغرب في نيل شرف احتضان نهائيات كأس العالم لسنة 2026، أطلق البرلماني التونسي رياض جعيدان مبادرة لمطالبة دول المغرب العربي، بتقديم ملف مشترك لاحتضان كأس العالم 2030.

وقال جعيدان الذي يتولى رئاسة كتلة الولاء للوطن بمجلس نواب الشعب التونسي، إن حظوظ شمال إفريقيا ستكون وافرة في حال التقدم بملف مشترك، وركز في مبادرته على كل من المغرب وتونس والجزائر، باعتبارهم الدول المحورية في الاتحاد المغاربي، وكذا للظروف التي تمر منها كل من ليبيا وموريتانيا.

نشر
النائب البرلماني التونسي رياض جعيدان بجانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون/ الصورة من حساب رياض جعيدان على الفايسبوك
مدة القراءة: 5'

وللمزيد من التفاصيل أجرينا في موقع يابلادي حوارا مع النائب التونسي رياض جعيدان، فيما يلي نصه: 

هل تواصلتم مع فاعلين في باقي الدول المغاربية لتنزيل فكرتكم على ارض الواقع؟ 

لقد انطلقت بالفعل في التواصل مع العديد من الأطراف وكانت ردود الفعل إيجابية وهو ما حفزني لأن أواصل المضي قدما في هذا الاتجاه.

وجمعني بالفعل لقاء مع السيد الطيب البكوش الامين العام للاتحاد المغاربي صبيحة اليوم (أمس) حيث عرضت عليه الفكرة وعبر بدوره عن استعداده لدعم الفكرة وتطويرها والتحرك السريع والفوري واستدعاء ممثلين عن دول الاتحاد المغاربي للتشاور معهم وبحث سبل ترجمة هذه الفكرة على ارض الواقع.

كما جمعني لقاء بوزيرة الرياضة التونسية ماجدولين الشارني التي رحبت بالفكرة وستعمل على عرضها على المجلس الوزاري المقبل  كما سأسعى أيضا لمقابلة السيد وزير الخارجية التونسي  لطرح الفكرة امامه. وأنا أعول كثيرا على هذه اللقاءات التي اسعى من خلالها إلى حشد دعم محلي ليكون أساسا قويا ننطلق منه لتحقيق هذا الطموح.

اما على المستوى المغاربي فقد تمكنت بصفتي نائبا للشعب من التواصل مع العديد من النواب الجزائريين الذين تحمسوا للفكرة كثيرا وباشروا الاتصال بالوزير المكلف بالرياضة من جهتهم والذي تبنى نفس التوجه، في انتظار الخطوات الملموسة.

اما بالنسبة لأشقائنا في المغرب فإنني أعول كثيرا على العلاقات التي يشرفني ان اصفها بالمتميزة والتي تربطني بالعديد من الشخصيات المغربية.

 وسوف أسعى في القريب العاجل لمقابلة العديد من الشخصيات والتشاور معها فيما يخص هذا الموضوع وأظن أن ردود الأفعال في الشارع المغربي بهذا الخصوص مشجعة كثيرا وتبعث على الكثير من الأمل.

هل تلقيتم دعما او اتصالات من جهات ما في الدول المغاربية؟

أنا أعتبر في بادئ الامر أن ردود الأفعال الإيجابية فيما يخص هذه الفكرة على مستوى الشارع المغاربي ان كانت بالنسبة لما يتم تداوله في وسائل الاعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي، دعما شعبيا واضحا في حد ذاته، فشعوبنا المغاربية متعطشة كثيرا لمثل هذه التظاهرات.

اما على المستوى السياسي فإن التفاعل الإيجابي الذي تلقيته من العديد من الشخصيات التي تعاملت معها في هذا الخصوص الى حد الان تعبر عن إرادة سياسية حقيقية لتجسيد هذه الفكرة على ارض الواقع ولتحقيق هذا الحلم وهذا لا يمكن أن يترجم إلا بكونه دعم واضح لهذه المبادرة.

هل تعتقدون انه يمكن التغلب على الخلافات السياسية خصوصا بين المغرب والجزائر وتنظيم كأس العالم بشكل مشترك؟

لا يمكن ان نخفي بأن العلاقات الدبلوماسية الحساسة بين الجزائر والمغرب قد يعتبرها البعض عقبة يمكن أن تحول دون تحقيق هذا الحلم، لكن اعتبر ان الرياضة وكرة القدم خصوصا يمكن أن تغير ما لم تقدر السياسة على تغييره، وبالفعل فان العديد من المعطيات والاحداث التي جدت مؤخرا تؤكد ذلك.

فعلى اثر تصويت الجزائر لصالح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026، قام السيد ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب بالاتصال بالسفير الجزائري بالرباط وشكره على موقف بلاده ومساندته لترشح المملكة الجارة، وهو ما يمكن اعتباره خطوة هامة ومؤشرا إيجابيا و اعتقد جازما ان الرياضة يمكن ان تزيل العديد من العراقيل السياسية

هل يمكن أن يكون لليبيا وموريتانيا دور في اي خطوة من هذا القبيل، طبعا مع استحضار ظروفهما؟

لقد أطلقنا هذه المبادرة لتشمل كل من تونس والمغرب والجزائر ويمكن أن نفسر ذلك بان هذه الدول تعد من عمالقة القارة الافريقية في كرة القدم و قد سبق لها احتضان منافسات دولية يضاف إلى ذلك الحماس الشعبي اللامتناهي لفكرة  تنظيم كاس العالم، ولكن هذا لا يعني أن لا يكون لكل من ليبيا وموريتانيا دور يمكن ان تلعبه في تنظيم هذه التظاهرة وان تكون جزءا من هذا المشروع فالباب مفتوح لجميع دول المغرب العربي ويبقى ذلك رهينا بالإرادة السياسية للبلدين و استعدادهم للمشاركة في هذا الملف و تناغمه مع واقعهم السياسي والاقتصادي.  

فلا يخفى على العموم  غياب تقاليد لموريتانيا في تنظيم تظاهرات دولية من هذا الحجم، وفي ليبيا الوضع الأمني والسياسي متدهور، وهي أمور قد  لا تكون في صالحهما لكن لا يمكن أن تعرف ما يمكن أن يحصل مستقبلا.

الا ترون أن لتنظيم المونديال أعباء اقتصادية يصعب تحملها من قبل بعض الدول المغاربية؟

تنظيم هذه التظاهرة وإن كان تحديا كبيرا أمام دولنا فإنه لا يمكن ان يعود إلا بالنفع خصوصا لدولتين يرتكز اقتصادهما أساسا على السياحة  مثل تونس والمغرب، وأنا أعتقد أن ملفا مشتركا بين دول الاتحاد المغاربي قد يقلص من الأعباء الاقتصادية التي يمكن ان تتحملها كل دولة اذا ما قدمت ملفها بشكل مستقل. فالتعاون بين مختلف الدول يمكن أن يمثل نقطة القوة لهذا الترشح خصوصا وأن مونديال 2030 سوف يستقبل 48 دولة وهو ما يتطلب تعاونا مغاربيا، لانه يفوق طاقة تحمل دولة بعينها وهو ما ورد أيضا في تصريح للسيد خير الدين زطشي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خلال تعقيبه على مبادرتنا.

على كل الحال دول المغرب العربي ستربح كثيرا على المستوى الاقتصادي من خلال تنظيم مثل هذه التظاهرة الدولية التي ستخلق بدون شك ديناميكية اقتصادية و سياسية و رياضية في المنطقة.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال