توجه الآلاف من سكان جماعة سرغينة التابعة ترابيا لإقليم بولمان، صباح اليوم لإثنين، إلى جبل في المنطقة وهم صيام، للمشاركة في استخراج "كنز كبير" سيغير وجه المنطقة إلى الأبد.
ونشرت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيديو وصور تظهر الناس وهم يحجون إلى الجبل من مختلف المناطق، حاملين للأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس، مرددين عبارات "الله أكبر".
وبدأت الحكاية عندما أعلن شاب في الثلاثينات من العمر، أنه رأى في منامه أنه يوجد كنز في الجبل وأن شخصا أخبره في "الرؤيا" بالتعويذة التي ستمكنه من استخراج الكنز الذي قال إنه "أكثر من الذهب".
وبعدما حج الناس إلى الجبل، وصل الشاب الثلاثيني محاطا بعائلته وهو يلتحف بالعلم الوطني، وسط الزغاريد وعبارات التكبير والتهليل، ووقف وسط الجموع كما تظهر أشرطة الفيديو التي اطلع عليها موقع يابلادي وخاطبهم قائلا وهو يمسك ببعض الأوراق في يده "يقولون الربح من الزوجة الصالحة والخاسرة من الزوجة الطالحة، الآن الأمر تغيير وصار الربح من الآلات التي نستعملها كالتلفاز والهاتف والخسارة منها أيضا".
وبعد أن قرأ مجموعة من الآيات القرآنية، وحث الناس على اتباع "الطريق الصحيح"، قال "ربي هو الذي يعلم ماذا يوجد في الجبل، هناك كنز أعظم من الذهب، الكل يفكر في الذهب ولكن ما يوجد هناك أكثر".
ووعد باقتسام "الكنز الموعود" مع جميع من حضر، وخاطبهم قائلا "الشيوخ اجلسوا في أماكنكم، والشبان فليساعدوني...الكل سيصله نصيبه إلى منزله سواء عاجلا أم آجلا".
وتابع "كل شخص يختار كيف يعيش، لماذا الخوف؟ الخوف مماذا، الخوف من الله، هناك من يخاف من الناس، لكن الخوف من الله".
وأضاف "ضروري من الضربات طيح ونوض وطيح ونوض والحمد الله...، الرزق بيد الله، ولا يظن أحد أن شخصا آخر يرزقه"، وعاد ليؤكد أن "ما يوجد تحت الجبل لا يخطر على بال أحد، وسرغينة ليست للمنطقة وحدها بل للعالم".
ويظهر أحد الأشرطة الشاب صاحب "الرؤيا" وهو متوجه رفقة بعض أقاربه إلى مكان تواجد "الكنز" وسط تهليل وتكبير الحاضرين.
ويأتي خروج الناس جماعات باتجاه الجبل في سرغينة للحصول على نصيبهم من "الكنز الموعود" بعد ساعات فقط من انتشار إشاعة مماثلة في مدينة مكناس، حيث انتشر شريط فيديو تظهر فيه بعض الأجسام البيضاء في السماء مصحوبا بصوت سيدة وهي تردد عبارات التكبير والتهليل معتقدة أن هاته الأجسام تعود إلى ملائكة.
وبعد ساعات من تداول الفيديو على نطاق واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تم نشر شريط فيديو آخر يوضح أن الأجسام البيضاء ما هي إلا انعكاس لمؤثرات ضوئية، كان ممون حفلات معروف بالمدينة يقوم بتجريبها.