تجاهلت جبهة البوليساريو الدعوة إلى ضبط النفس التي أطلقها الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، وكذا التنديد الذي عبر عنه المغرب في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وأحيت في منطقة تفاريتي الواقعة شرق الجدار الرملي المغربي، الذكرى الخامسة والأربعين لبداية عملها المسلح.
وألقى زعيم جبهة البوليساريو كلمة بالمناسبة، أثنى فيها على "إنجازات" الجبهة التي تحققت منذ 20 ماي 1973. وتأتي هذه الخطوة بعد ثلاثة أسابيع فقط من اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار 2414، وهو القرار الذي دعا الجبهة الانفصالية إلى الامتناع عن القيام بأي عمل يزعزع الاستقرار في المنطقة.
وتم تنظيم الاحتفال بالقرب من مراكز تواجد أفراد بعثة المينورسو، وذكرت "وكالة أنباء" البوليساريو، أن الاحتفالات تميزت بمشاركة وفود أجنبية يقودها "سفراء الدول الصديقة" لكن دون أن تشير إليهم بالإسم.
غير أن مصدرا مطلعا طلب عدم ذكر اسمه أكد في اتصال مع موقع يابلادي، أنه "لم يحضر أي سفير أجنبي في منطقة تفاريتي. لكن الملحقين العسكريين المعتمدين في الجزائر لكل من جنوب إفريقيا وأنغولا وكوبا وكذلك عدد من الضباط الجزائريين استجابوا لدعوة الجبهة".
وحضر الاحتفالات بحسب نفس المصدر "برلمانيون موريتانيون، من بينهم أعضاء في حزب الرئيس محمد ولد عبد العزيز (الاتحاد من أجل الجمهورية) وأعضاء آخرين في مجموعة دعم البوليساريو".
وخلافا للتوقعات، لم يتوجه أي ضابط كبير في الجيش الموريتاني يوم أمس إلى منطقة تفاريتي بحسب مصدرنا. وللتذكير ففي 25 دجنبر الماضي، شارك رئيس المنطقة العسكرية الثانية "تيرس زمور"، حمادي ولد مولود علي، كممثل للرئيس الموريتاني خلال المناورات العسكرية التي أجرتها الجبهة الانفصالية في أغوينيت.
ومن دون شك ستزيد هذه الخطوة التي أقدمت عليها جبهة البوليساريو من تعقيد مهمة الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس الذي يريد عقد جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو علما أن الجولات الأربع تعود إلى سنتي 2007 و2008.