قال المحجوب السالك وزعيم تيار "خط الشهيد" المعارض لقيادة جبهة البوليساريو، في الجزء الرابع من حواره موقع يابلادي، إن قيادة جبهة البوليساريو كانت متأكدة قبل تنظيم المسيرة الخضراء، وبضمانات إسبانية من إجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء، وعلى هذا الأساس "عقدت لقاءات بين الوالي ووزير الخارجية الاسباني في الجزائر، وعقدت لقاءات أيضا بين الوالي والحاكم الإسباني في المحبس، ثم سمح بعد ذلك لبعض القياديين في البوليساريو بزيارة الصحراء، وسمح أيضا للبوليساريو بتسيير المدن التي خرجت منها إسبانيا مثل المحبس وتفاريتي وأمغالا والكلتة وبير كندوز وأوسرد...".
وواصل قائلا إن البوليساريو اعتقدت "أن إسبانيا ستقوم بإجراء استفتاء تقرير المصير، لكن في الحقيقة إسبانيا كانت تناور وكانت تريد تحرير 17 من مواطنيها كانوا معتقلين لدى البوليساريو ومعظمهم من أبناء العائلات المؤثرة في مدريد".
وأَضاف أنه "بالفعل أطلقت إسبانيا أسرى البوليساريو مقابل ذلك أطلقنا نحن الأسرى الإسبان. إثر ذلك تغير الموقف الإسباني وبدأت المفاوضات مع المغرب".
وعن تأثير المسيرة الخضراء على قيادات جبهة البوليساريو قال "المسيرة الخضراء أثارت انتباه العالم لأنها كانت فكرة عبقرية، لما كانت المسيرة الخضراء تجري في واجهة العيون، بدأت المناوشات العسكرية بين البوليساريو والمغرب في 31 أكتوبر في نواحي حوزة وجديرية، لكن العالم لم يكن يتكلم آنذاك سوى عن المسيرة الخضراء".
ومن نتائج هذه المسيرة يضيف السالك "توقيع اتفاق بين المغرب وإسبانيا في 14 نونبر لتقسيم الصحراء بين المغاربة والموريتانيين، وذلك ما أثر فينا كثيرا، لأننا فهمنا أنه لا المغرب يريدنا ولا موريتانيا تريدنا، بل كل ما يريدونه هو ثروات الصحراء، لذلك قسمونا كقطيع غنم من دون استشارة، وهذا دفع الكثير من الصحراويين للانضمام إلى البوليساريو لأنهم اعتبروا ما وقع احتقارا لهم . والجزائر استغلت العملية للدعاية أيضا".
وبخصوص إعلان جبهة البوليساريو عن قيام "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" في 27 فبراير عام 1976، قال إن "الفكرة كانت فكرة أحمد بابا مسكة رحمة الله عليه والوالي مصطفى السيد اقتنع بها وأقنع بها القذافي وأقنع بها الجزائر أيضا، ففي الوقت الذي أعلن فيه الوالي قيام الجمهورية في مخيم بير طولات كان نفس الخطاب والكلمات تذاع على التلفزة الجزائرية والليبية".
كما تحدث السالك لموقع يابلادي عن كيفية اخيتار علم البوليساريو وقال إن "العلم وجد قبل الجمهورية وبالضبط في المؤتمر الثاني الذي عقد سنة 1974، وكنت أنا عضو في اللجنة المكلفة باختيار المبادئ والشعارات والعلم".
وتابع "لما اخترت العلم لم أختره على أساس العلم الفلسطيني الذي لم أكن أعرفه آنذاك. العلم يشرح أفكارنا الثورية فالأحمر يمثل الدماء واللون الأسود يرمز إلى عهد الاستعمار، والأبيض هو الثورة والأخضر هو البناء والنجمة والهلال هما العروبة والإسلام، بينما رفض شخص آخر الفكرة واقترح علما أصفر فيه النجمة والهلال والجمل".
وتابع "لم نتمكن في اللجنة من الحسم في العلم، وعرضناه على المؤتمر وشرح كل منا وجهة نظره، ووافق المؤتمر على اقتراحي".
كما تطرق السالك إلى مقتل زعيم جبهة البوليساريو الوالي مصطفى السيد وقال "الوالي تأكد بعد المسرة الخضراء أننا أخطأنا في حق شعبنا، لأننا رفضنا التحالف مع خلي هن ولد الرشيد من أجل أخذ الحكم الذاتي تحت الحماية الإسبانية. فقد التقى ولد الرشيد مع الوالي في 1974 في نواكشوط بحثا عن توافق بين الجبهة والبونص (حزب إسباني في الصحراء كان يرأسه خلي هن ولد الرشيد) لأخذ الحكم الاتي تحت الحماية الاسبانية، لكن الجبهة رفضت وذلك الرفض يعتبره الوالي خطأ فادحا كلف الشعب الصحراوي الهجرة واللجوء".
لذلك قرر الوالي بحسب السالك "أن ينفذ عملية كبيرة وهي مهاجمة عاصمة دولة (موريتانيا) في وضح النهار لكي يعلن للعالم أننا موجودون ومستعدون للموت، ومات بناء على قناعاته التي آمن بها".
وأوضح أنه "قبل أن يتوجه إلى العملية كان في خيمتي وكنت متأكدا بأنه لن يرجع، ليست هناك مؤامرة، ولم تكن عملية اغتيال".
واعتبر السلك أن "فقدان الولي خدم الجزائر وخدم القيادة التي ستأتي بعده، الجزائر لم تكن تستطيع أبدا أن تفرض عليه رأيها، لما قتل عينت الجزائر مكانه محمد ولد عبد العزيز الذي كان من الصف الثاني، وبعد ذلك تحولت البوليساريو إلى بيدق في يد الجزائر تفعل بها ما تشاء، بل تحولت إلى خدمة أجندة الجزائر قبل خدمة أجندة ومصلحة الصحراويين، وهذا لم يكن له أن يتحقق لو كان الوالي على قيد الحياة".