لا تزال زيارة رئيس وكالة حماية البيئة، سكوت برويت المثيرة للجدل إلى المغرب تحتل العناوين الرئيسية في الولايات المتحدة. فبعد أن تم انتقاده بسبب نفقاته المبالغ فيها يشكك الآن عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ في أسباب رحلته إلى المملكة خلال شهر دجنبر الماضي بعد إلقائه نظرة على برنامج عمل الوكالة.
ويراقب شيلدون وايتهاوس، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية رود آيلاند منذ سنة 2007، نشاطات برويت "المشبوهة". وأفادت الصحيفة الأمريكية "ذا هيل" يوم أمس الأربعاء بأن السيناتور الأمريكي بعث برسالة إلى وكالة حماية البيئة قال فيها " أن معلومات جديدة "حول الرحلة تثير العديد من الأسئلة، عن سفريات سكوت برويت الدولية، نظراً لعلاقاته الوثيقة مع مصنعي الغاز المسال".
وأشار وايتهاوس في رسالته إلى رحلة سكوت غير المبررة إلى المغرب التي دامت 4 أيام.
بداية الجدل حول سكوت برويت، كانت عندما قرر السفر إلى المغرب لإجراء محادثات مع نظرائه في المملكة، في محاولة لتشجيع استيراد الغاز الأميريكي المسال وهي مهمة لا تتماشى مع المهام المنوطة بالوكالة التي يترأسها.
وأفاد الموقع الإخباري المغربي "لو ديسك" في مقال حول الموضوع أن برويت التقى فور وصوله إلى المغرب مع وزير الطاقة والمناجم والتنمية المستدامة عزيز رباح، كما أجرى بمعية أربعة أفراد من مسؤولي الوكالة محادثات مع وزير العدل محمد أوجار، وكاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي منية بوستة.
وقام سكوت برويت بجولة في غرين إنيرجي بارك، وهي منصة علمية تعنى بالبحث والاختبار والتكوين في مجال الطاقة الشمسية بالمدينة الخضراء لبنجرير، ليتعرف عن الكيفية التي يريد بها المغرب توسيع إنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية. وأفاد موقع "لو ديسك" أن برويت كان أيضا في لائحة "المشاركين في المؤتمر الدولي السادس للحوار الأطلسي الذي نظمه مركز الدراسات والأبحاث التابع للمكتب الشريف للفوسفاط بمراكش".
وصرح برويت عند عودته إلى الولايات المتحدة في 13 دجنبر أن هذه الرحلة "سمحت لنا بتبليغ أولوياتنا واهتماماتنا للمسؤولين المغاربة".
غير أن هذه التصريحات لم تعبر عن حقيقة الاجتماعات التي عقدها في المغرب، وأشار وايتهاوس إلى ذلك في الرسالة التي نقلتها صحيفة "ذا هيل". وأوضح أن رحلة برويت تم تنظيمها بشكل أساسي "للترويج لشركات تصدير الغاز الطبيعي المسال الأمريكية" في بلد يعمل على تطوير موارده في هذا المجال.
وحسب المصدر نفسه فقد أشار وايتهاوس إلى أن برويت التقي قبل أيام من الرحلة المثيرة للجدل في المغرب "بالعديد من ممثلي الجمعيات والشركات التي لها مصالح في تصدير الغاز الطبيعي المسال".
وقد أجرى أيضا محادثات ، قبل يومين من الزيارة ، مع ممثلين من كيندر مورغان ، وهي واحدة من أكبر الشركات العاملة في مجال الطاقة في أمريكا الشمالية.
وأضاف وايتهاوس في نفس الرسالة التي قدمها أول أمس الثلاثاء "إذا كان هؤلاء هم الأفراد الذين نصحوك بالرحلة قبل ذهابك، فهذا يوحي بأن الغرض لم يكن له علاقة مع مهمة وكالة حماية البيئة".
وكان برويت من بين أكبر منتقدي عمل وكالة حماية البيئة عندما كان مدعيا عاما في أوكلاهوما سنة 2010، وفي 17 فبراير 2017 رشحة ترامب لتولي منصب رئاسة الوكالة.
وسبق له أن رفع دعوى قضائية ضد الوكالة التي يترأسها الآن 14 مرة. وشكك في مصداقيتها في العديد من المناسبات.
وذكر موقع "سي إن إن" اليوم الخميس أنه اتضح يوم الثلاثاء أن برويت أبرم صفقة "إيجار غرفة في شقة سكنية يملكها أحد أعضاء لوبيي الطاقة". وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز إن دونالد ترامب لا "يوافق" على ذلك.
وأضافت ساندرز "نحن نراجع الموقف وسنعلن نتائج ذلك نحن الآن نراجع ذلك في ذلك البيت الأبيض".
وبعد موجة الجدل هاته، بدأ المفتش العام التابع لوكالة حماية البيئة بإجراء تحقيقات في جميع رحلات برويت الرسمية سنة 2017، بما في ذلك الرحلات التي قام بها إلى المغرب.