أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عن إقالته لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، وتعين مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بدلا منه، في حين ستصبح غينا هاسببل المديرة الجديدة لوكالة المخابرات المركزية.
وأثنى الرئيس الأمريكي في مجموعة من البيانات الصحفية على "ذكاء" و "حيوية" وزير الخارجية الجديد، وقال إنهما "يتفقان في عدة مواضيع".
وكان الميلياردير ريكس تيلرسون قبل تعيينه وزيرا للخارجية في يناير 2017، يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة إيكسون موبيل العملاقة. إضافة إلى ذلك فإنه يتمتع بماض عسكري وسياسي، حيث انتقل من عضو في مجلس النواب في فترة ما بين 2011 و2017 إلى رئيس لجنة الإعلام.
ويعتبر هذا التغيير في هرم وزارة الخارجية الأمريكية، نتيجة مباشرة للخلافات بين الرئيس الأمريكي وتيلرسون، فهل يشكل قرار الرئيس ترامب الجديد فرصة للمغرب من أجل تحسين علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
ففي الواقع لوكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع الأمريكيتين مواقف مشابهة لمواقف المملكة، حيث تخلت المؤسستان عن سياسة باراك أوباما المعاكسة في كثير من توجهاتها للمغرب.
أما بالنسبة للجزائر، يذكر أنه تم عقد الدورة الرابعة للحوار الجزائري الأمريكي يومي 6 و7 أبريل 2017 في العاصمة الأمريكية تحت الرئاسة الثنائية لريكس تيلرسون وعبد القادر مساهل، إضافة إلى الاتفاق على عقد دورة خامسة في شهر يونيو القادم بالجزائر.
لكن بالمقابل لم تعقد أي جلسة للحوار بين الرباط وواشنطن، وهو الحوار الذي عقد لأول مرة عندما كانت هيلاري كلينتون تتولى منصب وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، في شهر شتنبر من سنة 2015.
وكان لافتا للانتباه، تطور العلاقات الجزائرية الأمريكية بشكل متسارع منذ تولي تيليرسون حقيبة الخارجية، ويعود الفضل في ذلك إلى إلى شركة سوناطراك الحكومية الجزائرية التي تهتم باستغلال الموارد البترولية في البلاد. ففي شهر يناير الماضي، قام الرئيس الحالي للشركة عبدالمؤمن ولد قدور بزيارة للولايات المتحدة لتوطيد العلاقات مع مسؤولي شركة إكسون موبيل.
وبعد عودته، أعلن للصحافة أن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في الاستثمار في السوق الجزائرية. وينتظر أن يتم عقد لقاء بين الجانبين في أواخر شهر مارس من أجل "تعميق المناقشة حول هذا الأمر". والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان هذا الاجتماع لايزال قائما بعد استبعاد تيلرسون.
وسيشكل استبعاد ريكس تيلرسون اختبار حقيقيا لمدى فعالية اللوبي المغربي في الولايات المتحدة الأمريكية. ووافق المغرب في يناير الماضي على اعتماد خدمات شركة لوبية جديدة تدعى مجموعة "كلوفر بارك" لمدة 18 شهرا.
وبلغت قيمة هذا العقد 360.000 دولار وسيتعين على الشركة بعث روح جديدة في العلاقة الأمريكية المغربية وتعزيز الاستمارات الأمريكية في المملكة خلال هذه المدة.