قال التجمع العالمي الأمازيغي إن الحكومة الإسبانية أبدت استعدادها للرد على المطالب التي سبق له التقدم بها، والمتعلقة باستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل قوات الملك ألفونسو الثالث عشر خلال حرب الريف.
وأكد التجمع في بيان له إن هذا الوعد قدمه وزير الخارجية الإسباني ألفونسو داستيس أثناء رده على سؤال من أحد أعضاء حزب اليسار الجمهوري الكتلاني.
وسبق للتجمع أن راسل في 12 فبراير من سنة 2015، الملك فيليبي السادس حول الاعتراف الرسمي بمسؤولية الدولة الاسبانية في الحملات الحربية ضد السكان المدنيين في الريف خلال سنوات 1921-1927، وتعويض ضحايا حرب الغازات السامة، والمساهمة في جبر الضرر الجماعي وأداء الدين التاريخي اتجاه سكان المنطقة نتيجة ما طالهم من أضرار خطيرة لا زالت مستمرة بسبب تفشي مرض السرطان بين الأبناء والأحفاد.
وفي شهر يونيو من سنة 2015، رد العاهل الإسباني كتابيا المنظمة غير الحكومية، وقال إن الرسالة قد تمت إحالتها إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية نظرا لكونها القطاع المؤهل من ناحية الاختصاصات للدراسة والرد على ما ورد فيها.
إسبانيا وجرائم الماضي
وكان ملف استخدام إسبانيا للأسلحة الكيماوية في الريف قد عاد إلى الواجهة بفضل حزب اليسار الجمهوري الكتلاني، ففي سنة 2007 قدم هذا الحزب مقترح قانون يدعو الدولة الإسبانية إلى الاعتراف بالاستخدام المنهجي للأسلحة الكيماوية بعد هزيمتها في معركة أنوال. غير أن هذا المقترح تم إجهاضه بعد تصويت 33 برلمانيا من حزب العمال الاشتراكي والحزب الشعبي ضده.
يذكر أن إسبانيا تتعامل بحساسية كبيرة مع ماضيها، فهي لم تعترف لحد الآن بمسؤوليتها اتجاه ضحايا حقبة الجنرال فرانكو. وسبق للدولة الإيبيرية أن أقرات قانونا سنة 1977 أطلق عليه اسم "العفو"، وهو القانون الذي قدم آنذاك باعتباره قانونا "للمصالحة الوطنية".
ويحظر هذا القانون فتح أي تحقيق في جرائم الماضي المظلم، وقد سبق للسلطات الإسبانية أن جردت القاضي الشهير بالتازار غارزون من صلاحياته كقاض، حينما قرر نبش 19 مقبرة جماعية وملاحقة المسؤولين عن جرائم الفرانكية.
ورغم ذلك اعتبر التجمع العالمي الأمازيغي، إعلان ألفونسو داستيس انتصارا رمزيا، خصوصا في سياق سباق الزعامة مع باقي التنظيمات الأمازيغية في المغرب وأوروبا.
يذكر أنه فس سنة 2015 تلقى التجمع أيضا رسالة من الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولند حول نفس الملف، وكانت فرنسا قد شاركت إسبانيا في إلقاء القنابل الكيماوية على الريف وذلك بعد هزيمة قوات الماريشال ليوطي في معركة ورغة شهر يوليوز من سنة 1925 أمام مقاتلي محمد بن عبد الكريم الخطابي.