هل نسقتم مع جمعيات المجتمع المدني والأحزاب السياسية للمشاركة في مسيرة يوم الأحد؟
قوة مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين تكمن في تجميعها لمجموعة من القوى والفعاليات. وهذه مسيرة الشعب المغربي ضد قرار ترامب، ومن المفروض أنها مفتوحة للجميع. الفضل في الدعوة لها يرجع إلى مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، وإلى الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، لكن كل مواطن مغربي معني بقضية فلسطين.
قرار ترامب قرار خطير جدا يمس ثوابتنا وهويتنا ومقدستنا وكرامتنا، ويتنافى حتى مع رأي حلفائه في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية. هذا قرار ينبغي مواجهته بجميع الوسائل رغم أنه في جميع الأحوال لن يغير من وضعية القدس التي ستبقى عربية إسلامية مسيحية، ولا يمكن لتوقيع على رقعة ورق أن يغير من وضع المدينة المقدسة.
لكن لا بد من الاعتراف بأن القرار خطير لأنه يعتبر الخطوة الأولى في اتجاه تطبيق ما يسمى صفقة القرن، التي هي عبارة عن وعد بيلفور جديد، وهو وعد المدعو دونالد ترامب وبالتالي هناك خطورة على القضية الفلسطينية.
وبقدر ما أن حزين وغاضب على إثر هذا القرار، بقد ما أنا سعيد به لأنه أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة...، رب ضارة نافعة.
ماذا عن جماعة العدل والإحسان، هل نسقتم مع قيادييها؟
اتصلتا بالإخوة في جماعة العدل والاحسان قبل نشر البيان الذي دعى إلى تنظيم المسيرة، وقلنا لهم ان المسيرة مسيرة كل المغاربة، ونحن ننتظر أن يشاركو وبقوة. لكن هذه المسيرة الذي سينجحها هو الشعب المغربي كله. بالنسبة إلينا العدل والإحسان هم جزء منا وجزء من الشعب المغربي ومن حقهم وواجبهم أن يساهموا في أي عمل نضالي ضد قرار الإدارة الأمريكية.
ماذا عن الإجراءات القانونية وهل اتصلتهم بالجهات الرسمية ؟
ما نلمسه هو أنه ليس هناك اعتراض على المسيرة، بالعكس هناك تفهم لغضب الشارع المغربي، ولا أعتقد أنه ستكون هناك أي إشكاليات متعلقة بالتنقل والمشاركة في هذه الخطوة. مسيرتنا ستكون مسيرة مسؤولة كما كان الأمر دائما.
وكانت الكونفيدرالية اليمقراطية للشغل قد دعت إلى تنظيم مسيرة في نفس المكان والتوقيت، للاحتجاج على أوضاع رجال التعليم، ولكنهم قرروا تحويل مسيرتهم إلى مسيرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
هناك من يرى في مثل هذه المسيرات مجرد متنفس لتفريغ الغضب، قبل أن تعود الأمور إلى سابق عهدها...
لا، هذه المسيرة جزء من مسار يجب أن يستمر، وهو المسار الذي يؤكد للمدعو ترامب أنه أخطأ خطأ فضيعا وأن شعوب العالم ضده وأن قراره لن يمر ولن يكون له أي تأثير على وضعية القدس، يجب أن يشعر بأن الشعب المغربي والشعوب العربية والاسلامية وأحرار العالم كلهم ضد هذا القرار، ولن يسمحوا بتمريره وسيدعمون المقاومة الفلسطينية وسيدعمون الانتفاضة الفلسطينة ضد مخطط ما يسمى بصفقة القرن.
على المستوى الرسمي، كيف تقيمون ردة الفعل المغربية تجاه القرار الأمريكي؟
مواقف المغرب كانت مشرفة ولكن كانت قبل صدور القرار، نحن الآن ننتظر الانتقال من الموقف إلى القرار العملي الذي يتصدى لقرار ترامب، وليس من المغرب فقط بل من جميع الدول العربية.
ما هي تقديراتكم لحجم المشاركة في المسيرة؟
أنا أتوقع أن تكون أكبر مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني عرفها المغرب في تاريخه، ورغم أنها نظمت في وقت قصير جدا إلا أن المواطن المغربي يعيش حالة من الغضب ومن الاستياء تجعله يشارك بشكل تلقائي ودونما حاجة للتعبئة كما هي العادة لتنظيم أي مسيرة. مسيرة الأحد المقبل ستكون أم المسيرات في المغرب.