فالعاصمة الاقتصادية والمحمدية، التي احتفلت الأسبوع الماضي بفرحة مماثلة حملت توقيع الوداد ، شهدت بمجرد انتهاء المباراة ، عرسا جماهيريا استثنائيا وفرحة هستيرية تفجرت شرارتها الأولى وسط المقاهي تم امتدت لمختلف الشرايين والفضاءات ..
ولم تستثن هذه الفرحة العارمة أي حي أو زقاق ، حيث تدفقت الجماهير من مختلف الأعمار ذكورا وإناثا وأطفالا ، فخرجوا فرادى وجماعات للتعبير عن فرحة لا توصف ، وهم يحملون الأعلام الوطنية ، منتشين بالانجاز التاريخي الذي حققه أشبال المدرب الفرنسي إرفي رونار ، الذي عرف كيف يدير هذا المباراة المصيرية ، التي لا تحتمل القسمة .
فعلى طول شرايين الدار البيضاء والمحمدية ، أطلق السائقون العنان لمنبهات سياراتهم ودراجاتهم النارية التي شكلت مواكب متواصلة على طول شوارع الحسن الثاني والجيش الملكي و الروداني وساحة الأمم المتحدة وساحة الجامعة العربية ومن هناك الى كورنيش عين الدياب ، وكذلك الشأن بالنسبة لمختلف الأحياء بالمحمدية ، عازفين سمفونية النصر الرائعة ،شبيهة بتلك التي عزفها اليوم السبت على المستطيل الأخضر أصدقاء المخضرم الرائع بوصوفة .
وكانت حناجر الجماهير البيضاوية الغفيرة ، وجماهير المحمدية ، تحيي أبطال المنتخب الوطني مرددة شعارات تمجد مسيرتهم الموفقة مع الإطار الفرنسي إرفي رونار، في وقت تعالت زغاريد النساء اللواتي عبرن عن فرحة عمت جميع الأفئدة ،فارتسمت على محياهن لحظة حبور خالدة ستبقى راسخة في أذهانهن.
وتميزت هذه الفرحة العفوية بترديد الجماهير المحتفية بهذا الانجاز التاريخي ،الذي طال انتظار، أغاني وأناشيد تمجد قتالية وذكاء وانضباط الأسود بالكوت ديفوار .
وبطنجة، ثوان قليلة بعد صافرة النهاية، اجتاح الآلاف من المشجعين الشوارع الكبرى لمدينة البوغاز للاحتفال في أجواء من الفخر والاعتزاز بهذا الانتصار الذي طال انتظاره، كما توافدت مئات السيارات تزينها الأعلام الوطنية على شارع محمد الخامس ومحج محمد السادس (الكورنيش) للتعبير عن الفرحة بهذا الانجاز المستحق.
وبتطوان، لم تختلف أجواء الفرحة كثيرا، موجة بشرية حجت إلى مركز المدينة وساحة مولاي المهدي في جو من الفرح والابتهاج الشعبي محتفلة بهذا التأهل الذي سيبقى محفورا في ذاكرة أبناء الجيل الصاعد خاصة، والمغاربة على العموم.
وعاشت مدينة الناظور أيضا على إيقاع فرحة غامرة، بعد تأهل المنتخب المغربي إلى مونديال 2018. وتعالت أصوات أبناء المدينة تعرب عن الابتهاج بالإنجاز الرياضي الكبير: "برافو أسود الأطلس".. ، وذلك بعد الفوز المستحق لأسود الأطلس.
وشهدت شوارع مدينة الداخلة فرحا كبيرا فور نهاية المباراة، كما عاشت شوارع مدينة العيون وباقي مدن المغرب أجواء من الفرحة والبهجة بعد نهاية المباراة.
وكان لاعبوا المنتخب الوطني قد بصموا على مباراة تاريخية تربط حاضر الأسود بماضيهم التليد الغني بالانجازات على الصعيدين القاري والدولي ، خاصة وأنهم واجهوا فريقا مجربا صعب المراس إلا أن العزيمة ورباطة الجأش التي تحلى بها لاعبو المنتخب الوطني المؤازرين بجمهورهم الرائع على المستوى الوطني وبالكوت ديفوار، مكنتهم من إسقاط خصمهم و انتزاع التأهيل عن جدارة واستحقاق .