فبعد تتويج الفريق الأحمر في ثلاث مناسبات قارية، كان أولها سنة 1992 بلقبه الوحيد في مسابقة عصبة الأبطال الافريقية، والكأس الأفرو-آسيوية سنة 1994، وكأس الكؤوس الافريقية سنة 2002، يبدو فريق الوداد البيضاوي قريبا أكثر من أي وقت مضى من تعويض اللقب الذي خسره في نهائي سنة 2011 أمام الترجي التونسي. وتمكن "وداد الأمة" من إنجاز المهمة الأولى بنجاح، بعد عودته بتعادل بطعم الفوز من قلب ملعب برج العرب بالإسكندرية، بهدف لمثله في مباراة الذهاب السبت الماضي، وتفادى بالتالي الوقوع في فخ الأهلي المصري، المتعود على مثل هذه المناسبات، كونه حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بعصبة الأبطال الإفريقية بثمانية ألقاب.
وأبان الوداد البيضاوي في مباراة الذهاب عن نضج تكتيكي كبير، وامتلاكه لشخصية الفريق البطل، حيث ظهر ذلك جليا من خلال قدرته على العودة في نتيجة المباراة، رغم تلقيه لهدف مبكر مند الدقيقة الثانية، وتسييره لباقي فترات اللقاء بهدوء وثقة عاليين، طبعهما الانسجام بين جميع الخطوط، والحضور البدني والذهني للاعبين على أرضية الميدان، إضافة إلى روح الفوز التي امتلكها نجوم الفريق، وكان لها دور فاصل في صنع الفارق.
ويرجع الفضل في الانضباط التكتيكي الذي ميز أداء لاعبي الوداد لحد الآن، سواء في مباريات دور المجموعات، التي أنهاها متصدرا أمام نادي القرن ب12 نقطة، أو المباريات الفاصلة، إلى العمل الاستثنائي الذي يقوم به الاطار الوطني الحسين عموتة، الذي يعرف كيف يتعامل مع خصوصية وأجواء كل مباراة، ويتحكم في التفاصيل الصغيرة التي بإمكانها صنع الفارق، سواء من خلال اختيار اللاعبين، أو توظيفهم على أرضية الميدان، فضلا عن النهج التكتيكي، الذي غالبا ما يقود الفريق إلى الهدف الذي سطره قبل بداية اللقاء.
ويعد أهم عامل سيساعد عموتة على نهج صرامته التكتيكية في لقاء الإياب، توفره على مجموعة متكاملة من اللاعبين، بدءا بحارس المرمى زهير العروبي، ولاعبي خط الدفاع بقيادة يوسف رابح والعطوشي، مرورا بوسط الميدان الذي يضبط إيقاعه السعيدي والنقاش، وصولا إلى خط الهجوم الذي يعتبر القوة الضاربة للفريق، بتواجد الجناحين السريعين أوناجم والسعيدي، وأشرف بنشرقي الذي تألق في إياب نصف النهاية أمام اتحاد العاصمة بصناعته لهدف وتسجيله لهدفين، وتوقيعه لهدف ثمين في مرمى الأهلي في ذهاب المباراة النهائية.
ورغم غياب العطوشي عن مباراة الذهاب بسبب الايقاف، وإصابة أوناجم الذي غادر في الجولة الأولى، ولن يستطيع المشاركة في الإياب، فإن "القلعة الحمراء" لم تتأثر بهذه الغيابات، واستطاع كل من واتارا وخضروف تعويض اللاعبين، والقيام بالأدوار التي أنيطت بهما من طرف عموتة على أحسن وجه، وبالتالي فالتشكيلة التي سيدفع بها عموتة السبت المقبل ستقوم بالمهمة المطلوبة. بالمقابل، ففريق بحجم تاريخ وقوة الأهلي المصري، بإمكانه تحقيق نتيجة إيجابية على أي ملعب من ملاعب القارة الإفريقية، وسيتستعين بكامل امكانياته من أجل تعزيز تفوقه على المستوى القاري بإضافة لقب تاسع لخزانته.
فأصدقاء وليد أزارو الذي زار شباك النجم الساحلي التونسي في ثلاث مناسبات في إياب مباراة نصف النهاية، سيحاولون تعويض تعثرهم بالاسكندرية، ومحاولة امتصاص حماس لاعبي الوداد البيضاوي، الذين يوجدون في أحسن أحوالهم.
وتبقى نقطة قوة "وداد الأمة" بميدانه، هو الدور الحاسم لجماهير الحمراء، التي تضع الفرق الزائرة لمركب محمد الخامس في ضغط رهيب، وتجبرهم على ارتكاب الأخطاء، فيما تحفز عناصر فريقها على إعطاء أحسن ما لديهم طيلة ال90 دقيقة.
جمهور بحجم جمهور الوداد بصفة خاصة، والجمهور المغربي عامة يستحق أن يعيش أمسية تاريخية، يعزف خلالها على ايقاع تتويج ممثل كرة القدم المغربية بلقب عصبة الأبطال الافريقية.