في تطور جديد للخلاف داخل حزب المصباح، وجه مصطفى الرميد عضو الأمانة العامة للحزب انتقادات لاذعة لأمينه العام عبد الإله بنكيران، واتهمه في تدوينة على حسابه في الفايسبوك بالانتصار لنفسه وتسفيه جهود إخوانه، بشكل "جعله وكأنه هو الحزب والحزب هو".
واتهم الرميد بنكيران بمهاجمته في لقاء حزبي لأنه لم يدعمه في البقاء لولاية ثالثة كأمين عام للحزب.
وقبل الرميد كان عزيز الرباح عضو الأمانة العامة للحزب، قد قال في حوار مع أسبوعية الأيام إن "ولاية ثالثة لبنكيران غير مناسبة للحزب"، وتابع "واجهونا بأن ابن كيران سيحافظ على استقلالية الحزب، حرام أن يقال هذا الكلام… هل عدمنا أن نجد أي شخص آخر يعوض ابن كيران ليحافظ على استقلالية الحزب؟ وكيف حافظ عليها لما كان العثماني أمينا عاما في ظروف قاسية؟".
وزاد قائلا إن تحديد عدد الولايات المسموح بها للأمين العام "فرض لكي لا يتحول الحزب من حزب المؤسسات إلى حزب يجتمع فيه الناس حول الأشخاص".
إلى أين يسير الحزب؟
وفي تصريح لموقع يابلادي قلل عبد العزيز أفتاتي البرلماني السابق عن حزب المصباح، من شأن الخلافات بين قياديي الصف الأول للحزب، وأكد أن "الحزب يسير في الاتجاه الصحيح"، وأضاف "الإخوان اختاروا أن ينتقلوا إلى مستوى معين من النقاش واستعملوا وسائل التواصل الاجتماعي، عندي ملاحظات طبعا، ولكن لا يمكن الحجر عليهم، هناك ما رأى أنه يجب إشراك الناس في بعض النقاشات، ولن يكون للأمر آثار سلبية كثيرة وهذا حقهم، ومؤسسات الحزب مستمرة".
ونفى ما يتم الترويج له في وسائل الإعلام من وجود خلافات بين "تيار الاستوزار" و"تيار بنكيران"، وأكد أن "الرميد يناقش بنكيران في أمور معينة، ولا علاقة للأمر بأي تيار"، وتابع أن "الرباح قال كلاما لا يقوله وحده، وهو كلام يقال منذ مدة، وهذا لا يمس بمسيرة الحزب".
وأضاف أن "التعبير على الخلافات يبتعد بعض المرات عن اللياقة المطلوبة والموضوعية التي تخدم النقاش، لكن إن كانت النقاشات جدية وموضوعية، فلا ضير إن أراد بعض الإخوان إشراك الناس في ذلك".
وعن تزامن خرجة الرميد مع إعفاء الملك محمد السادس لأربعة وزراء وحديث البعض عن قرب إجراء تعديل حكومي قال "لا علاقة لذلك بقرارات الملك، الرميد يناقش أحداثا وقعت"، وختم كلامه قائلا "لا خوف على حزب العدالة والتنمية، والمهم هو أن تبقى الأمور في إطار الصدقية واللياقة والموضوعية".
من جهتها اختارت البرلمانية عن الحزب أمينة ماء العينين التي تعد من أشد داعمي بنكيران، التعليق على خرجة الرميد الأخيرة من خلال تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وكتبت "القوى التي انتصبت ضد عبد الاله بنكيران: قوى التحكم، قوى الفساد، قوى البلوكاج، الميليشيات الاعلامية، أحزاب البؤس".
بالمقابل فإن الذين دعموا بنكيران بحسبها هم "الناخبون المغاربة الذين يريدون مصلحة بلدهم". وتساءلت "ماهو الذنب الذي اقترفه بنكيران لتحاك ضده المؤامرات لعزله سياسيا ثم لمحاولة اغتياله معنويا؟".
بدوره هاجم عضو المجلس الوطني للحزب حسن حمورو الرميد والرباح وكتب في تدوينة على صفحته بالفايسبوك "في الوقت الذي أعطى فيه حزب التقدم والاشتراكية درسا سياسيا في التماسك الداخلي بين قياداته، ونصرة أمينهم العام أساسا في احترام كبير لثوابت الوطن... يأبى الأخوان مصطفى الرميد وعزيز رباح الا أن يهاجما الأخ الأمين العام مجانا".
وتابع حمورو أن خرجتي الرميد والرباح تتزامن "مع انتقال "التحكم الى مستوى آخر من محاولاته لعزل الحزب وعزل بنكيران تحديدا".
وعبر عن اعتقاده بأن "تقييم الأخ الأمين تم أمام الملأ على أرض الواقع في ثلاث محطات انتخابية متتالية، وقد نجح في "الامتحان" واعتلى قلوب الناس... لذلك لن تنفع صفحات الجرائد ولا جدران الفيسبوك في النيل منه ... على الرغم من أنها قد تكون مناسبة لتسليم اوراق الاعتماد للتحكم رسميا وعلنيا".
وكتب عضو المجلس الوطني للحزب أحمد الشقيري الديني في تدوينة له "رسالة الأستاذ مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ينتقد فيها الأخ الأمين العام بنكيران في بعض ما ذكره في شريطه الأخير لا تنبئ بخير، وتحتاج من عقلاء الحزب والحركة تطويق هذا الخلاف غير المعهود في صفوفنا".
فيما كتبت البرلمانية عن الحزب إيمان اليعقوبي في تدوينة على الفايسبوك "بعض الحروف يمكن أن تجني على حزب كامل للأبد، وتهدم في شهور ما بني في عقود. سمحولي يكونو الصغار مندافعين فهمناها. ولكن حين يندفع الكبار فهذا أمر صعب جدا. نسأل الله اللطف والسلامة هادشي صعيب بزاف".
يذكر أن المؤتمر الوطني الثامن لحزب العدالة والتنمية سينعقد يومي 09 و 10 من شهر دجنبر المقبل، وهو المؤتمر الذي سيحدد ما إذا كان بنكيران سيستمر على رأس الحزب أم لا.
وللتذكير فإن بنكيران انتخب في العام 2008 أمينا عاما للحزب خلفا لسعد الدين العثماني، وفي 2012 أعيد انتخابه للمرة الثانية على رأس الحزب.