استجاب العشرات من سكان مدينة زاكورة، لدعوات أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجمهروا في حدود الساعة الخامسة من مساء يوم أمس الأحد أمام مقر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، للاحتجاج على الانقطاع المتكرر للمياه عن أحياء المدينة، وتدخلت القوات العمومية لمنع الوقفة، ما جعل المحتجين ينقلون احتجاجاتهم إلى أمام مقر العمالة.
وفي اتصال لموقع يابلادي بأحمد، وهو ناشط إعلامي أكد أن مشكل المياه في مدينة زاكورة ليس حديثا بل يعود إلى سنوات، وأضاف أن "هناك بعض الأحياء التي لم يصلها الماء الصالح للشرب منذ أسبوع"، وهو ما جعل المواطنين يخرجون إلى الاحتجاج على حد قوله، مضيفا أن هذه الاحتجاجات لم تكن مؤطرة، بل "دعا إليها نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي".
وتابع أن "الوقفة كانت أمام العمالة، من أجل المطالبة بمد المنازل بالمياه الصالحة للشرب، علما أن المياه التي تصل إلى المنازل غير صالحة للشرب أصلا، لأن نسبة الملوحة بها كبيرة". واسترسل قائلا:
"في الوقفة كانت احتكاكات بسيطة مع رجال الشرطة، وبعد صلاة المغرب، وبحكم أن المتجمهرين غير مؤطرين، تحركوا في شكل مسيرة، وبعد مدة قليلة، تم إشعال النيران في حاويات الأزبال من قبل قاصرين، وتدخل رجال الشرطة لتفريق المحتجين، وتحولت الأمور إلى مواجهات، ولجأ بعض المتظاهرين وخصوصا المراهقين إلى وضع متاريس في الطريق ، وتم تكسير ثلاث سيارات تابعة للشرطة، فيما أصيب ثلاثة أفراد من القوات المساعدة بإصابات خفيفة، إضافة إلى شرطي أصيب إصابة متوسطة".
مقاربة أمنية واعتقالات عشوائية
بدوره قال ابراهيم رزقو عضو الجمعية المغربية لحقوق الانسان في اتصال مع موقع يابلادي إن المشكل لم يبدأ يوم أمس فقبل "15 يوما خرج العديد من ساكنة الاحياء الشعبية التي تعاني من قلة الماء وانعدامه أحيانا للاحتجاج، وتم اعتقال سبعة أشخاص هم الآن متابعون في حالة سراح بتهم تتعلق بالتحريض والمشاركة في تجمهر غير مرخص به".
وواصل حديثه قائلا "هناك أحياء سكنية لم يصلها الماء الصالح للشرب لأسابيع، لدرجة أن الأطفال الصغار يقضون حوائجهم في الهواء الطلق".
وأكد بدوره أن وقفة يوم أمس أمام عمالة المدينة لم تكن مؤطرة، وأنها جاءت بعد دعوات أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا أن "الاستجابة كانت كبيرة، وشارك في هذا الشكل الاحتجاجي شيوخ ونساء وشبان وأطفال". وتابع أن هذه الوقفة:
"كانت سلمية وعادية جدا، ولكن السلطات الأمنية لجأت إلى نهج أسلوب المقاربة الأمنية وفوجئنا بتطويق رهيب...وقامت قوات الأمن بإغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى الوقفة، ومنع المواطنين من الالتحاق بالمتظاهرين، وتحولت الوقفة جراء ذلك إلى وقفة رئيسة وثلاث وقفات جزئية".
واستمرت المواجهات حسب ابراهيم رزقو إلى حدود الساعة الواحدة و35 دقيقة ليلا، "علما أنها شملت المدينة كلها"، وعن الوضع بالمدينة أثناء المواجهات قال "عشنا ليلة رهيبة، وكأننا في حالة استثناء، ولا أحد باستطاعته التجول في الشوارع".
وكشف أن الاعتقالات شملت أكثر من 20 شخصا، "أغلبهم أطفال قاصرين"، وأكد بدوره أن "خمسة معتقلين سيحالون على محكمة الاستئناف بورزازات بتهم جنائية".
فيما أكد رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالمدينة عثمان رزقو لموقع يابلادي أن "الاعتقالات كانت عشوائية"، وأنه "تم اعتقال طفل يدرس في المستوى الاعدادي كان قادما من رحلة مدرسية، ولم يشارك نهائيا في الاحداث". وأضاف:
"مساء اليوم ستكون لنا جلسات مع مثلي الاحزاب السياسية، من أجل دفعهم إلى تحمل مسؤولياتهم، وكذا مع ممثلي خمس نقابات لتدارس الخطوات المقبلة".