أفادت وكالة الأنباء الإسبانية إيفي بأن اللاجئة الاسبانية باكويتا غورونو، التي اختارت الفرار إلى المغرب سنة 1939، خوفا من بطش الجنرال فرانثيسكو فرانكو، الذي قاد انقلابا عسكريا في إسبانيا في 18 يوليوز من سنة 1936، وحكم البلاد بقبضة من حديد حتى تاريخ وفاته في 20 نونبر من سنة 1975، فارقت الحياة يوم أمس الثلاثاء عن عمر يناهز 103 سنوات.
وبحسب ذات المصدر فإن باكويتا كانت منتمية للحزب الشيوعي الاسباني الذي عرف بمعارضته الشديدة لنظام الجنرال فرانكو.
وانتقلت باكويتا إلى الرباط في سنة 1939 كلاجئة سياسية، في الوقت الذي كان فيه المغرب مستعمر من قبل إسبانيا وفرنسا. وسبق لوكالة إيفي أن نشرت مقالا سنة 2013 عن المعارضة الاسبانية الراحلة قالت فيه إنها رفضت أن يكون لها جواز سفر إسباني مختوم من قبل النظام العسكري الحاكم.
ومع نيل المغرب استقلاله وتربع الملك الحسن الثاني على العرش ستتغير حياتها، إذ ستصبح سكرتيرته الخاصة، وحكت لإيفي كيفية دخولها إلى القصر الملكي قائلة "عندما نال المغرب استقلاله، أراد الحسن الثاني دمج المسلحين من الشمال والجنوب في الجيش، وكان بحاجة إلى شخص ثنائي اللغة، فأخبرته أني لاجئة سياسية، وقال لي هذه ليست مشكلة شعبي ليس له علاقة بفرانكو".
وبمجرد تشكيل القوات المسلحة الملكية طلب منها الحسن الثاني أن تصبح سكريتيرته الشخصية، لكن وبعد بضع سنوات سئمت السياسية الاسبانية من العمل في القصر الملكي، وقررت البحث عن وظيفة جديدة، وقالت:
"هناك أشخاص يتحدثون بشكل سيئ عن الحسن الثاني، لهم أسبابهم، لكنه كان دائما لطيفا جدا بالنسبة لي، وعندما تركت الوظيفة، قال لي إنني سأكون دائما موضع ترحيب، وإن كنت بحاجة إلى أي شيء فلا يجب أن أتردد في طلبه منه، ولم أتصل به بعد ذلك به إلا مرة واحدة، فبعد سنوات عديدة، كنت مهددة بالخروج من بيتي، مالك الشقة طلب زيادة الإيجار، ورفع دعوى قضائية مطالبا بإفراغ الشقة ليسكن بها أحد أفراد عائلته، اتصلت بالقصر وأخبرتهم من أنا، وبعد خمس دقائق اتصلوا بي، قائلين إن سيارة في طريقها لأخذي، وأخبرت الملك عن الوضع، وكنت خائفة من أن يساء فهمي، وعندما كنت مغادرة سألني شخص إن كانت لدي ديون، وقال الملك طلبي مني أن أؤدي كل ديونك، وقلت له لا ديون لدي، وفي نهاية المطاف تمت تسوية الوضع، وعندما ذهبت إلى المحكمة، صاحب الشقة لم يحضر".
وبحسب إيفي فقد فكرت الراحلة مرة واحدة في العودة إلى إسبانيا ونقلت عنها قولها "عندما فاز الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، خرج جميع المنفيين في الرباط إلى الشوارع للاحتفال، يلوحون بالأعلام الجمهورية، وكنا مقتنعين بأن نهاية فرانكو حانت، حتى إني أنا وزوجي ذهبنا في عطلة وزرنا مناطق عديدة في المغرب، معتقدين أننا سنترك البلد للأبد، لكن فرانكو لم يسقط، وبعد وفاته كان من الواضح أن اسبانيا لم تتغير حقا".
مظاهرة في الرباط ضد الفاشية. /من الأرشيف الشخصي لباكويتا غورونو