عاد الجدل حول استخدام الطائرات المسيرة عن بعد لمراقبة حدود مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين ليطفو إلى السطح مجددا في إسبانيا، غير أن وزارة الداخلية في حكومة ماريانو راخوي استبعدت في الوقت الراهن اللجوء إلى هذا الخيار.
ففي تصريح لصحيفة "أ بي سي" الإسبانية قال مسؤول في وزارة الداخلية الاسبانية إن "صعوبة الطقس والرياح الشديدة المتكررة، يجعل من عملية المحافظة على الطائرات من دون طيار داخل الأراضي الإسبانية أمرا صعبا، وهذا سيخلق مشاكل مع المغرب"، مؤكدا أن الوزارة تخطط لتثبيت الكاميرات من أجل مراقبة الحدود.
وتحظى مساهمة العنصر البشري في الاستراتيجية الجديدة للسلطات الإسبانية في التعامل مع الهجمات المتكررة للمهاجرين غير الشرعيين بدور حاسم، وخصوصا في ظل وجود حالة من عدم التعاون من الجانب المغربي خلال الأسابيع الأخيرة خصوصا.
وهكذا تعكف وزارة الداخلية الاسبانية على إعداد "مراجعة شاملة" لنشر المزيد من أفراد القوات الأمنية على طول الحدود، وهذه الخطة "لن تكون سريعة أو سهلة أو قليلة التكلفة" بحسب ما جاء في الصحيفة الاسبانية.
ومما لا شك فيه أن قانون المالية المقبل الذي ستعتمده الحكومة الاسبانية سيقدم المزيد من التفاصيل حول الموارد المالية التي سيتم تخصيصها لمراقبة حدود سبتة ومليلية، علما أنه في الوقت الحالي ينتشر على طول حدود سبة 625 فردا من الشرطة، و 722 من قوات الحرس المدني، مقابل انتشار 625 شرطي و 763 فرد من الحرس المدني الاسباني على حدود مدينة مليلية.
وكما هو الحال في كل المناسبات التي ترتفع فيها وثيرة مهاجمة المهاجرين السريين للثغرين المحتلين، يكثر الحديث في إسبانيا عن فكرة استخدام الطائرات المسيرة عن بعد. وللتذكير فخلال شهر فبراير الماضي وخلال عز الأزمة بين مدريد والرباط أعرب الرجل الثاني في الداخلية الاسبانية جوزيه أنطونيو نييطو في مدينة سبتة عن رغبته في توفير أسطول من الطائرات بدون طيار في "أقرب وقت ممكن" لحماية حدود المدينتين مع المغرب.