في 12 ماي من سنة 2016، ترأس الملك محمد السادس والرئيس الصيني إكسي جينبينغ بالقصر الرئاسي ببكين حفل التوقيع على 15 اتفاقية شراكة، من بينها مذكرة التفاهم التي وقعها عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، ومدير هيأة الطاقة النووية الصيني، شو دازهي.
وبعد مرور 15 شهرا على الزيارة الملكية لبيكين، أحالت حكومة سعد الدين العثماني على مجلس النواب مشروع قانون للموافقة على هذه الاتفاقية، التي تتحدث عن إحداث لجنة عسكرية مشتركة للسهر على جميع أنواع التعاون بين جيشي البلدين، كما تنص الوثيقة على بند يتحدث عن سرية المعلومات العسكيرة التي يتم تبادلها.
المغرب.. باب غرب إفريقيا
بعد المصادقة على الاتفاقية في مجلسي البرلمان ستنشر في الجريدة الرسمية لتدخل بعد ذلك حيز التنفيذ، وهو ما سيسمح للمملكة بتنويع شراكاتها العسكرية، وبالمقابل تراهن الصين على تثبيت أقدامها في غرب القارة الإفريقية، من البوابة المغربية، وذلك بعدما نجحت في إيجاد موطئ قدم لها في شرق القارة.
وبدأت الصين في مزاحمة النفوذ الفرنسي والأمريكي فعليا في القارة السمراء، حيث تم الإعلان يوم الثلاثاء الماضي عن افتتاح قاعدة عسكرية صينية في جيبوتي، وتطمح الصين من وراء هذه الخطوة إلى وضع أعينها على مضيق باب المندب الذي يشكل ممراً لـ20% من حجم التجارة العالمية، وللصين النصيب الأكبر منها، إضافةً إلى أن 50% من واردات النفط إلى بيكين تصلها من المملكة العربية السعودية والعراق وجنوب السودان، الأمر الذي يجعل للممر أهمية استراتيجية مضاعفة.
ومع تثبيت تواجدها في شرق إفريقيا بدأت الصين تطمح إلى توسيع حضورها في القارة السمراء، من خلال التواجد أيضا في الدول المطلة على المحيط الأطلسي غرب القارة.
ويشكل الغرب خيارا مفضلا لبيكين في هذه الاستراتيجية، إذ بدأت الخطوة الأولى في 12 ماي من السنة الماضية، علما أن الطريق لا يزال طويلا لإقامة شراكة عسكرية حقيقية بين البلدين.