أصيبت يوم الخميس الماضي (13 أبريل) حوالي 54 تلميذة تتابعن دراستهن في الثانوية الإعدادية عقبة بن نافع، في الجماعة القروية سيدي عيسى في إقليم الفقيه بن صالح، بحالات إغماء "لا تتعلق بتاتا بأي حالة تسمم غذائي أو دوائي" بحسب ما أعلنت عنه المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في الفقيه بن صالح، في حينه.
وتم نقل التلميذات المعنيات إلى المستشفى، حيث أكد الأطباء أن الأمر "لا يتعلق بتاتا بأي حالة تسمم غذائي أو دوائي، بل هو مجرد نوبات هستيرية جماعية عرضية تم التعامل معها وعلاجها بحقن مهدئة وهواء الأوكسجين".
وبعد مرور ستة أيام فقط (أي يوم أمس الخميس) أصيبت 35 تلميذة تتابعن دراستهن بالثانوية التأهيلية ابن تومرت بجماعة الكفاف التابعة لإقليم خريبكة، بحالات مشابهة، لما وقع في إعدادية عقبة بن نافع.
وأوضح بلاغ لعمالة إقليم خريبكة صباح اليوم أنه تم إجراء فحوصات للمعنيات حيث تبين من خلالها أن الفتيات لا يعانين من أي مرض أو إصابات فيروسية ووبائية أو تسمم غذائي، وإنما يتعلق الأمر بهستريا جماعية.
حالة نفسية
اتصالنا في موقع يابلادي بمحمد القزيري المدير الإقليمي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والذي أكد أن الحالات التي تم تسجيلها بالثانوية التأهيلية ابن تومرت بجماعة الكفاف التابعة لإقليم خريبكة، بدأت عندما شعرت تلميذة أول أمس الأربعاء داخل الفصل الدراسي بصعوبة في التنفس، وعند "نقلها إلى مستوصف الجماعة أكد الطبيب أنها تعاني من مثل هذه الحالات باستمرار وأنها سبق لها أن زارت المستوصف".
وتابع أنه "بعد ساعة وبضع دقائق من نقل التلميذة الأولى إلى المستوصف، وقعت حالة مماثلة لتلميذة أخرى فقدت وعيها، وفي المساء تم تسجيل وقوع ست حالات مماثلة لدى تلميذات أخريات، إما في الطريق أثناء عودتهن إلى المنزل، أو داخل منازلهن".
"وكحصيلة إجمالية ليوم الأربعاء فقد تم تسجيل 21 حالة كلهن إناث، وكلهن يتابعن دراستهن في السنة الثانية أو الثالثة إعدادي، وفي اليوم الموالي (الخميس) وصل عدد الحالات إلى 35 حالة، مع تسجيل حالة واحدة لفتاة تتابع دراستها في الجدع المشترك (السنة الأولى ثانوي)، على اعتبار أن المؤسسة التعليمية تتضمن إعدادية وثانوية في نفس الوقت".
وبحسب ذات المتحدث فإن القاسم المشترك بين جميع الحالات هو أن "التلميذات يشعرن بنوع من الضيق في التنفس، ويدخل في حالة من البكاء والصراخ قبل أن يفقدن وعيهن، دون أن يعانين من أي آلام".
وكشف القزيري أن "مدير المستشفى أكد أن الأمر يتعلق بحالات هستيرية، وأكد أنه لو أن باقي التلميذات لم يشاهدن ما وقع للفتاة الأولى، لما وقعت لهن نفس الحالة"، وأوضح أن "إدارة المؤسسة التعليمية لا يمكنها أن تتستر على مثل هذه الحالات، وتعمل على الإسراع بالاتصال بسيارة الإسعاف".
وأكد المسؤول في وزارة التربية الوطنية أنه تم أخذ "تحليلات للدم والماء والأكل، و"لم يتم تسجيل أي ملاحظة وتم التأكد من أن كل شيء عادي. الأمر يتعلق بحالات نفسية فقط، من جهتنا قمنا بتحرياتنا، وتأكدنا من عدم ممارسة العنف على التلميذات المعنيات من قبل رجال التعليم أو الإدارة".