أفادت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة في بلاغ لها بأن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، التزمت بمراجعة كتب منار للتربية الإسلامية، إذ وافقت على اتخاذ كافة التدابير قبل الإذن بإعادة طبع مقررات التربية الاسلامية برسم الموسم المقبل 2017-2018.
وجاء في بلاغ الجمعية الصادر نهار اليوم الإثنين أنهأنهأ "بدعوة من السيد مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، عقد المكتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة بمقر مديرية المناهج بالرباط يوم 07 أبريل 2017 اجتماع عمل مع السيد مدير المناهج بالوزارة".
وتناول الاجتماع "وضعية سلسلة كتب منار للتربية الإسلامية بالتعليم الثانوي التأهيلي، وآفاق تطوير العمل التربوي المشترك بين الوزارة والجمعية"، وسجلت الجمعية بارتياح تفهم الوزارة لموقف الجمعية وملاحظاتها النقدية على محتويات سلسلة كتب منار التربية الإسلامية، ومشاطرتها الرأي بضرورة مراجعتها.
وكشف البلاغ أن الجمعية قدمت مذكرة للوزارة ضمنتها ملاحظاتها البيداغوجية والديداكتيكية والابستمولوجية على منهاج وكتب منار للتربية الاسلامية.
وسبق لأساتذة مادة الفلسفة، أن طالبوا بتعديل كتاب "المنار في التربية الإسلامية"، الذي يخص السنة الأولى من التعليم الثانوي، والذي يتحدث عن كون أن الفلسفة أو نتاج الفكر الإنساني "مخالف لما جاء به الإسلام لأنها تعتمد على إعمال العقل بعيداً عن النصوص الشرعية"، كما يورد الكتاب ذاته رأي الفقيه ابن الصلاح الشهرزوري الذي يخلص إلى القول من "تفلسف فقد استحوذ عليه الشيطان".
ورأت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة أن ما جاء في مقرر التربية الاسلامية "يضرب في المعاني الحقيقية للفلسفة، ويعمل على تشويه وتحريف مقاصدها، والدعوة للتعصب والجمود والتطرف"، ممّا "يعد خرقاً سافراً لمبادئ الدستور والميثاق الوطني للتربية والتكوين، وكذا مبادئ حقوق الإنسان والطفل".
فيما سبق لوزارة التربية الوطنية في عهد الوزير السابق رشيد بلمختار أن دافعت عن منهاج التربية الاسلامية وقالت إنه "يستند إلى مبدأ الوسطية والاعتدال، ونشر قيم التسامح والسلام والمحبة، ويؤكد على تعزيز المشترك الإنساني بالبعد الروحي الذي يعطي معنى للوجود الإنساني، والذي تمثل مجزوءة الإيمان والفلسفة أحد مظاهره".
كما سبق لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران أن قال في بلاغ له إن المقررات الدراسية الجديدة لمادة التربية الإسلامية، "أعدت بناء على تعليمات ملكية سامية، هي نتاج عمل مشترك لفريق من المختصين في المجال البيداغوجي وأعضاء من المجلس العلمي الأعلى".
وأكد بنكيران في حينه أن الفقرة التي يحتج عليها أساتذة مادة الفلسفة جاءت "لبيان الفكر المتشدد لصاحبها في أفق مناقشته، ولم يكن القصد منها بتاتاً الإساءة إلى الفكر الفلسفي"، مبرزاً أن المغرب "يتميز بكونه من بين الدول القليلة التي تعمل على تدريس الفلسفة لثلاث سنوات في التعليم الثانوي".