نشر الشيخ السلفي حماد القباج، تدوينة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، قال فيها إن القناة الثانية تمارس الإرهاب وتوسع "دائرة التطبيع مع الفاحشة في المجتمع المغربي وداخل الأسرة المغربية"، مضيفا أنها تحاول "الإجهاز على القليل المتبقي من سلوكيات الحشمة داخل الأسرة والمجتمع".
وانتقد القباج في تدوينته سكوت وزارات الداخلية والعدل والأوقاف عما جاء في البرنامج الذي قدمته القناة الثانية من مهاجمة لـ"القانون وتعاليم الإسلام التي تحث على العفة والبعد عن الفاحشة؛ يعبرون عن ذلك في قناة عمومية وفي وقت الذروة حيث الأسر مجتمعة ومتابعة".
وكانت القناة الثانية قد قدمت أول أمس الأحد، برنامجا أُثار الكثير من الجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بسب ما تضمن من حوارات، اعتبرها البعض مشجعة على ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج.
وفي تصريح لموقع يابلادي قال الشيخ حماد القباج إن "القناة الثانية تمارس نوعا من الإرهاب ضد الأمن الروحي للمغاربة، لأنها تشجع الشباب على أنه يتبنوا سلوكيات تتنافى مع القانون ومع الأخلاقيات العامة، وتتنافى مع العادات والأعراف المتعارف عليها بين المغاربة".
وتابع القباج قائلا إن "القناة الثانية ومن يقف في صفها يعتبرون احترام الدوق العام والفضاء العام وعادات المجتمع، نوعا من التخلف ونوعا من مصادرة حقوق الإنسان ومصادرة الحريات، فيخلقون بذلك بلبلة داخل المجتمع وهذا ما يهدد الأمن الروحي للمجتمع".
وبحسب القباج فإن كل ما يرتبط بالبرنامج الذي قدمته القناة الثانية "أو يشابهه من أنواع البرامج والمسلسلات والأفلام التي تحاول أن تخرق القيم المتعارف عليها بين المغاربة، وتحاول إنتاج قيم أخرى غريبة، وسلوكيات أخرى شاذة وخصوصا المرتبطة بالسلوك الجنسي، كل هذا أنا أعتبره نوع من الإرهاب النفسي ونوع من الارهاب المتعلق بالأخلاق وبالأمن الفكري للمجتمع".
وأكد القباج أنه يتحمل مسؤوليات تصريحاته كاملة، ولا يخشى من متابعته قضائيا من قبل القناة الثانية، التي رأى أنه لا تتحمل المسؤولية وحدها في تهديد الأمن الروحي للمغاربة، وإنها "هناك سياسات عامة في مجال التعليم ومجال الإعلام...، وهي سياسات تنحى نحو هذا المنحى، وبطبيعة الحال يمكن أن نرجع هذا إلى ضريبة الانفتاح بشكل كبير جدا في إطار العولمة المعاصرة".
وعن عدم تحميله المسؤولية لحزب العدالة والتنمية الذي يشرف على وزارة الاتصال قال القباج "نحن نعلم بأن التوجه المجتمعي ينقسم إلى شقين، هناك مشروع مجتمعي يتبنى هذه الأفكار وبطبيعة الحال من بين من يمثله نبيل عيوش، وهناك توجه مجتمعي لا يؤمن بمثل هذه الأفكار، ويرى بأنها غير نافعة للمجتمع، وعندما نريد أن نصنف حزب العدالة والتنمية نعلم لأي التوجهين ينتمي من خلال أدبياته ومن خلال تصريحات مسؤوليه، وبالتالي نحن نقول إن كنا سنوجه الخطاب لهذا الحزب في هذا الموضوع فإننا نقوله له يجب عليه أن يتحمل مسؤوليته في بيان موقفه من مثل ما وقع".
وختم القباج حديثه للموقع قائلا "مع الأسف الشديد ورغم أنه من غير المنطقي أن تكون الإدارة متحكمة في الوزارة، ولكن مع الأسف في ظل أجواء يغلب عليها خرق سافر لبعض المقتضيات الدستورية، نرى بأن الإدارة يمكن أن تفرض توجهاتها وقناعاتها على الوزارة، وإن كان هذا الوضع غير سليم، ولكن هذا هو الواقع".