تستعد تونس لإبرام اتفاقية الانضمام للسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) خلال شهر أكتوبر 2017، ومن أجل تسريع انضمام هذا البلد المغاربي، حل في العاصمة تونس يوم الأحد الماضي وفد من الكوميسا يترأسه الأمين العام للمنظمة سنديزو نغيونيا، واتفق الجانبان على إعلان انضمام تونس بشكل رسمي خلال القمة القادمة للمنظمة في شهر أكتوبر.
عائق البعد الجغرافي لم يمنع أعضاء هذا التجمع الإقليمي من الترحيب بتونس الواقعة في شمال إفريقيا، لكن في حالة المغرب، أبدى رئيس لجنة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا البينيني مارسيل دي سوزا، تحفظه على الطلب المغربي في مقابلة مع الموقع الإلكتروني لإذاعة "RFI" الفرنسية.
وقال المسؤول البينيني إن انضمام المغرب إلى"الإيكواس" قد يتسبب في خلق "مشكلة"، بل وسيشكل "سابقة" في تاريخ المجموعة الإقليمية.
ضغط من جنوب إفريقيا؟
وكانت الحجج التي ساقها دي سوزا متشابهة إلى حد كبير مع تلك التي أدلى بها لوسيل لوو فودران، وهو محلل يعمل في معهد دراسات الأمن في جنوب إفريقيا، الذي يعتبر مركز أبحاث يعنى بالحياة السياسية والاقتصادية في القارة السمراء، ومقره في جنوب إفريقيا.
وقال "إذا تم قبول الطلب المغربي فإن ذلك سيشكل مفاجأة"، وأضاف في تصريح لوكالة أسوشيتد بريس أن "جغرافيا المغرب ليست جزءا من غرب إفريقيا. كما أن الثقافة العربية مختلفة تماما عن تلك التي توجد في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى".
وبالنسبة له فإن انضمام المغرب إلى المجموعة الإقليمية، لم يكن "للضرورات الاقتصادية"، بل جاء لاعتبارات سياسية.
وربط المحلل ذاته برغبة المغرب في الانضمام إلى مجموعة "الإيكواس، ونجاحه في نيل عضوية الاتحاد الإفريقي، فالمملكة بحسبه "لا تريد أن تجعل نفسها ذلك البلد الخارج عن القارة الإفريقية".
للتذكير فجنوب إفريقيا تقود مجموعة من الدول الإفريقية الصغيرة الموجودة جنوب القارة، والتي كانت من معارضي انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.
عموما فإنه سيتم النظر في الطلب الذي تقدم به المغرب للانضمام للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، من قبل رؤساء الدول الأعضاء في القمة التي ستعقد شهر يوليوز المقبل.