يهدف البرنامج الوطني لتقييم مكتسبات التلامذة، إلى تقييم مكتسبات تلامذة السنة الأولى من التعليم التأهيلي بعد استكمال 9 سنوات من التمدرس، ويخص الجذوع المشتركة الأربعة بالسلك الثانوي التأهيلي وهي الآداب والعلوم الإنسانية، والعلوم، والتكنولوجي، والتعليم الأصيل.
أما المواد التي كانت معنية بالتقييم فهي اللغة العربية واللغة الفرنسية والتاريخ والجغرافيا والرياضيات وعلوم الحياة والأرض والفيزياء والكيمياء.
وتم تقييم مكتسبات التلاميذ عن طريق روائز، ويتطرق البرنامج لمجموعة من الميزات والعوامل المحددة كالمميزات السوسيو ديمغرافية، والسوسيو اجتماعية للتلامذة ووسطهم الثقافي، وكذا الميزات، المهنية للمدرسين والمدرسات، والمديرين والمديرات، دون استثناء تلك المتعلقة بالمناخ المدرسي الذي يعم بالمؤسسات المدرسية.
وشارك في هذه الدراسة، 34109 تلميذ وتلميذة، من التعليم العمومي والخصوصي، و4606 مدرس ومدرسة أجابوا عن أسئلة الاستمارة الخاصة بالأساتذة ، و543 مدير ومديرة أجابوا عن أسئلة الاستمارات الخاصة بهم.
نتائج الدراسة
وحسب تصريحات مديري المؤسسات، فإن 98 في المائة من تلامذة الجدع المشترك ينتمون إلى أسر فقيرة وإلى الطبقة المتوسطة، ولا تتعدى فئة التلامذة المنحدرين من أسر ميسورة 2 في المائة، كما بينت دراسة تقييم المكتسبات أن آباء 6 في المائة من التلامذة عاطلون عن العمل مقابل 88 في المائة من أمهاتهم، وأشارت إلى أن ربع التلامذة يقطنون بسكن غير لائق.
فيما بينت الدراسة أن خمسا التلامذة يرتبطون بشبكة الأنترنيت في منازلهم، ورغم أن 93 في المائة منهم يلجؤون إلى الأنترنيت للقيام ببحوث مدرسية، فإن 82 في المائة منهم يلجون الشبكات الاجتماعية، في الوقت الذي اعترف فيه 24 في المائة منهم بتصفحهم للمواقع المخلة بلآداب والأخلاق.
وأظهرت الدراسة أن ثلاثة أرباع التلامذة يتجاوز سنهم 15 سنة، أي أنهم يتجاوزون السن القانوني لهذا المستوى، وأن 38 في المائة منهم كرروا على الأقل مرة واحدة في مسارهم الدراسي، فيما صرح ثلثا التلامذة أنهم استفادوا من التعليم ما قبل المدرسي العصري.
وتابع خمس التلامذة دراستهم الابتدائية في مدرسة خصوصية و12 في المائة في إعدادية خصوصية.
مميزات المدرسين والمدرسات والمديرين والمديرات
أكدت المعطيات وجود نوع من المناصفة بين المدرسين والمدرسات داخل هيئة التدريس، فيما أظهرت الدراسة أن خمس التلامذة لم يتلق أساتذتهم في مواد اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والفيزياء والكيمياء، وكذا علوم الحياة والأرض أي تكوين أساسي قبل تكليفهم بمهام التدريس.
فيما يخص المديرين والمديرات، فإن المناصفة ما زالت بعيدة التحقق على مستوى الإدارة التربوية للمؤسسات الثانوية التأهيلية، إذ تدير النساء فقط 6 في المائة من التلامذة الذين يتابعون دراستهم بالثانويات.
مكتسبات التلامذة
بخصوص الجدع المشترك للآداب والعلوم الإنسانية، كان المعطى الأساسي للدراسة، هو ضعف عام في نتائج مكتسبات التلامذة.
وكشفت الدراسة أن هؤلاء التلامذة لم يكتسبوا الكفايات اللغوية في العربية والفرنسية، المطلوبة في المنهاج الرسمي في حدها الأدنى، وأوضحت أن أدنى مستوى مسجل هو الخاص باللغة الفرنسية، حيث لم يتجاوز وطنيا 23 في المائة من الأهداف المحققة في التعليم العمومي.
كما أن أداء تلامذة الجدع المشترك للآداب والعلوم الإنسانية يبقى جد ضعيف في الرياضيات، إذ لم يتجاوز 38 في المائة على المستوى الوطني.
أما فيما يخص الجدع المشترك للعلوم فقد أثبتت الدراسة أن التحصيل حسب الجهات بالنسبة للغة الفرنسية جد متدني. وعلى العموم بين البحث وجود نقص في مكتسبات التلامذة في اللغات العربية والفرنسية والرياضيات.
وجاءت نتائج معدلات المكتسبات اللغوية لكل الجذوع المشتركة أقل من المعدل، باستثناء الجدع المشترك "التكنولوجي" في اللغة العربية. وسجل نقص كبير في التعبير الكتابي في اللغة العربية لدى تلامذة الجذع المشترك الأدبي. ولم تصل نسبة تحصيل أغلب تلامذة الجذوع المشتركة "آداب" و"علوم"، و"أصيل" إلى 33 في المائة بالنسبة للمكتسبات في اللغة الفرنسية.
فيما بين تحليل الأجوبة أن 9 في المائة من التلامذة العلميين و 4 في المائة من الأدبيين متمكنين من التعبير الكتابي في اللغة العربية.
وبينت نتائج الدراسة أن التلاميذ الذين كرروا عي الأقل مرة واحدة في مسارهم الدراسي، حصلوا على معدلات أقل من أولئك الذين لم يسبق لهم التكرار، ومعنى ذلك أن التكرار ليس له مفعول إيجابي.
كما أظهرت النتائج بشكل دال أن معدلات تحصيل التلامذة الذين استفادوا من التعليم الأولي أعلى من معدلات تحصيل أولئك الذين لم يستفيدوا منه.
تعليمنا في خطر
وفي تعليق منع على نتائج الدراسة قال عمر عزيمان رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إن "النتائج بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب، والهدف ليس هو صدم المجتمع والرأي العام، ولكن لتشخيص المشاكل ومكامن الخلل لتجاوز المعيقات والاختلالات للرفع من مستوى المدرسة".
وأضاف عزيمان أن خلاصات الدراسة شكلت "حقائق صادمة ولكنه عمل ضروري لإصلاح أوضاع المنظومة التربوية".
فيما قالت رحمة بورقية مديرة الهيئة الوطنية للتقييم أنه "لا فرق بين التعليم في القرى والتعليم في المدن، رغم أننا كنا ننتظر فروقات كبيرة".
وتابعت أن هناك عدم "تطابق بين أهداف المنهاج ومستوى مكتسبات التلاميذ المرتبطة بأبعاد متعددة تؤثر سلبا على المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية والأسرية والتربوية والتدبيرية والمادية"، وأضافت أن "تعليمنا في خطر".