عقد وزير الخارجية الاسباني ألفونسو داستيس يوم أمس الإثنين، اجتماعا مع وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، ووعد المسؤول الاسباني نظيره المغربي بحسب ما أكدت صحيفة "إلباييس" الإسبانية بأن بلاده ستفعل ما بوسعها للدفاع عن مصالح المغرب أمام الاتحاد الأوروبي.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى المغرب بعد أسبوع واحد فقط من تهديد وزارة الفلاحة المغربية بإنهاء التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي والتركيز على شراكات مع دول وتكتلات أخرى، في حال لم يتم تنفيذ المقتضيات الواردة في الاتفاق الفلاحي الموقع بين الجانبين.
وقالت الوزارة في بيانها إن "التحركات التي تسعى إلى وضع عراقيل أمام ولوج المنتجات المغربية إلى الأسواق الأوروبية يجب أن تعاقب وتواجه بأكبر قدر من الصرامة والحزم من جانب شريكنا الأوروبي".
وذكر بيان وزارة الفلاحة والصيد البحري فيحينه، أن أي إعاقة لتنفيذ هذا الاتفاق تعد مسا مباشرا بآلاف مناصب الشغل، مع ما "يحمله ذلك من خطر حقيقي لعودة تدفق المهاجرين الذي نجح المغرب، بفضل مجهود متواصل، في تدبيره واحتوائه".
وحسب الصحيفة الإسبانية فقد أشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار بالأداء الاقتصادي لإسبانيا، وقال بأنه "الأسرع نموا في الاتحاد الأوروبي"، فيما أشار المسؤول الاسباني إلى أن المغرب هو ثاني أكبر شريك تجاري لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وهنأ المغرب على عودته إلى الاتحاد الإفريقي بعد 33 عاما من مغادرته لمنظمة الوحدة الإفريقية، وأضاف "أننا نريد العمل مع المغرب لتطوير إمكانيات القارة الإفريقية" وتابع أن:
"إفريقيا هي قارة المستقبل ونحن نريد تعزيز وجودنا بها، لما فيه مصلحة إسبانيا وإفريقيا، ونحن مقتنعون بأن المغرب يمكن أن يساعدنا في تحقيق هذا الهدف".
وأضاف الوزير الإسباني أن بلاده تسعى إلى تطوير علاقاتها أكثر مع المغرب، مشيرا إلى أن هذه السنة ستشهد العديد من الاجتماعات الثنائية، مؤكدا أن ملك إسبانيا سيقوم بزيارة إلى المملكة، ورجح أن تكون هذه الزيارة بعد فصل الصيف، عندما تكون الحكومة المغربية قد شكلت.
من جانب آخر عرض مزوار على وزير الخارجية الاسباني خدمات معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، الذي افتتح سنة 2015 في الرباط، لتجنيب البلاد التي تعيش بها جالية مسلمة كبيرة، خطر التطرف، وقد وافق المسؤول الإسباني مبدئيا على مقترح الوزير المغربي.
أما فيما يخص العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فقد عبر الوزيران عن ارتياحهما للتطور الذي تشهده، فقد نمت صادرات إسبانيا إلى المغرب خلال الفترة الممتدة من يناير إلى نونبر الماضي بنسبة 13.68 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2015، في الوقت الذي ارتفعت فيه الصادرات الإسبانية ككل بنسبة 1.6 في المائة فقط، وشكل المغرب وجهة لـ 40 في المائة من مجموع الصادرات الإسبانية الموجهة للقارة الإفريقية.
من جانب آخر أشار موقع "إلكونفيدونسيال" الإسباني إلى أن إسبانيا ستكون الضحية الأولى للتوتر بين المغرب والاتحاد الأوروبي، موضحا أن المغرب يتعاون مع إسبانيا في مكافحة الإرهاب، وبخاصة في مدينتي سبة ومليلية، مشيرا كذلك إلى دور المغرب في الحد من الهجرة السرية نحو الشواطئ الاسبانية.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن حكم محكمة العدل الأوروبية الذي صدر في 21 دجنبر، ورغم أن المغرب أشاد به في البداية إلا أنه شكل ضربة للمصالح المغربية، حيث ينص على أن الاتفاق الفلاحي الموقع بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا يمكن أن يتضمن "الصحراء الغربية باعتبارها ليست جزءا من التراب المغربي".