وافقت الدول الإفريقية على طلب المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي، وذلك بعد صراع طويل داخل الجلسة المخصصة للتصويت، خصوصا مع رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي المنتهية ولايتها، الجنوب إفريقية نكوسازانا دلاميني زوما.
وحظي الطلب المغربي بموافقة 39 دولة، من أصل 54 دولة عضو في المنظمة القارية، فيما امتنعت عشر دول عن التصويت، ولم تشارك أربعة دول أخرى في عملية التصويت.
وتميزت الجلسة بمواجهة بين بعض الدول الداعمة للمغرب، مع رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، التي طالبت بضرورة اعتراف المملكة بـ"الجمهورية الصحراوية" قبل البت في الطلب الذي قدمه المغرب.
كما ألحت زوما على مطالبة المغرب بتوضيح الفصل 42 من الدستور المغربي الذي ينص على أن "الملك هو ضامن استقلال البلاد وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة"، حيث طالبت بتوضيح كلمة "الحقة".
فيما نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مصدر دبلوماسي إفريقي قالت إنه فضل عدم ذكر اسمه أن القمة استمعت إلى مداخلات من 32 رئيساً إفريقياً معظمهم أبدوا ترحيباً بعودة المغرب.
وأشار المصدر، إلى أن المناقشات ذهبت إلى قبول عودة المغرب بالفعل، حيث أيدت مجموعتي غرب ووسط إفريقيا، الطلب الذي تقدم به المغرب.
كما أكد الدبلوماسي ذاته إلى أن دول شرق إفريقيا أعلنت كذلك عن دعمها لعودة المغرب، فيما استمرت بعض دول جنوب القارة وخاصة جنوب إفريقيا في التحفظ على الطلب المغربي على خلفية الوضع الحدودي، في إشارة إلى النزاع مع جبهة البوليساريو.
البوليساريو ترحب !
وفي تصريح خص به موقع "جون أفريك" قال الأمين العام لتجمع دول الساحل والصحراء، إبراهيم أباني "نرحب بهذه العودة، التي ستسمح، مع المغرب، بالعمل على السير بإفريقيا إلى الأمام.."، وأضاف "من أجل أفريقيا موحدة وقوية في الساحة الدولية".
بالمقابل، ورغم أن قادة جبهة البوليساريو دأبوا منذ تقديم المغرب لطلب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، على إطلاق تصريحات تتحدث عن استحالة عودة المغرب إلى المنظمة القارية، غير أن محمد سالم ولد السالك الذي يتولى منصب "وزير الخارجية" في الجبهة الانفصالية، قال في تعليق منه على تصويت الدول الإفريقية بالموافقة على الطلب المغربي إن "الجمهورية العربية الصحراوية ترحب بالمغرب في الاتحاد الإفريقي"، وزاد قائلا "المغرب لم يقدم أي اعتراض أو تحفظ على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وخصوصا المادة 3 و4 التي تعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار".
وتابع السالك في تصريح لموقع "جون أفريك" في محاولة منه لتبرير عدم قدرة جبهة البوليساريو وحلفائها على عرقلة عودة المغرب إلى المنظمة القارية أن "جميع الدول الأعضاء بما فيها التي تعتبر صديقة للمغرب قالوا بأنهم سيعملون على إيجاد حل للنزاع بين الجمهورية العربية الصحراوية والمملكة المغربية".