زار كل من ناصر بوريطة الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، وياسين المنصوري مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات، يوم الإثين الماضي بانغول عاصمة غامبيا، من أجل دفع الرئيس الغامبي يحيى جامع إلى للقبول بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة وترك السلط لمنافسه أداما بارو، مقابل منحه اللجوء السياسي في المغرب.
وذكر موقع إخباري سنغالي، نقلا عن مصادر دبلوماسية لم يسمها، أن الملك محمد السادس أرسل كلا من ناصر بوريطة، وياسين المنصوري إلى غامبيا، في محاولة أخيرة لإقناع يحيى جامع بالإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الأول من شهر دجنبر الماضي، أمام مرشح المعارضة أداما بارو، بعدما حصل هذا الأخير على 45.5% من الأصوات مقابل 36.7% للرئيس المنتهية ولايته .
وبحسب المصدر ذاته فإن الملك محمد السادس اقترح على الرئيس الغامبي المنتهية ولايته، أن يترك السلطة والاستقرار في فيلا سيتم تشيدها خصيصا له في مدينة مراكش.
وكان جامع قد أعلن يوم أمس الثلاثاء حالة الطوارئ في البلاد، وذلك قبل يومين فقط من موعد تنصيب خلفه الرئيس المنتخب أداما بارو الموجود حاليا في السنغال.
ويحاول مبعوثا الملك محمد السادس إقناع يحيى جامع الذي يحكم البلاد منذ 22 سنة بتسليم السلطة، مستغلين في ذلك العلاقة الجيدة التي تربط جامع بالمغرب، حيث يعتبر هذا الأخير من الموقعين على ملتمس تجميد عضوية جبهة البوليساريو في الاتحاد الإفريقي، كما أنه سبق للملك محمد السادس أن قام بزيارة رسمية لهذا البلد الإفريقي الصغير في سنة 2006.
وكانت مجموعة "الإيكواس"، التي تضم الى جانب غامبيا جارتها الكبرى السنغال ودول أخرى، قد تحركت عقب رفض جامع للانتخابات، لكنها فشلت في إقناعة بترك السلطة، ما جعلها تلوح بالتدخل عسكريا من أجل إبعاده عن مراكز القرار.
وحذرت "الإيكواس"، قبل أيام من أن "القوات السنغالية على أهبة الاستعداد للتدخل في غامبيا في حال رفض الرئيس يحيي جامع، ترك السلطة في 19 يناير المقبل".
يذكر أنه سبق للسنغال أن تدخلت عسكريا في غامبيا سنة 1981، لإعادة الرئيس السابق دوود جاورا إلى الحكم بعد محاولة انقلاب انتهت بالفشل، وأرسل آنذاك الملك الراحل الحسن الثاني قوات عسكرية صغيرة ومساعدات لوجيستيكية لمؤازرة الجيش السنغالي.