مباشرة بعد ورود أنباء عن وجود مغربيتين ضمن ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي شهده ملهى ليلي في مدينة اسطنبول التركية، ليلة السبت إلى الأحد، حتى انتشرت عشرات التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل الضحايا المسؤولية، بمبرر أنه ما كان عليهم التواجد في ذلك المكان.
ومن بين التدوينات التي أثارت حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وانبروا لشجبها، تدوينة نشرها كمال قروع صاحب موقع "عبر" الإلكتروني وهو نفسه رئيس التحرير السابق لموقع "هبة بريس"، والتي قال فيها إن ما يحيره هو "اش كانو كيديرو دوك الدريات المغربيات فبوات اسطنبول؟"، وأتبع هذا التساؤل بملاحظة جاء فيها "الملهى الليلي كان عامر بالعرب وخاصة الاشقاء من دول الخليج" في إشارة ضمنية إلى ممارستهن للدعارة والفساد.
ولم يقتصر الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي فقد انتقل إلى بعض "المواقع الإخبارية" التي سارعت مباشرة بعد ورود أنباء عن وجود مغاربة ضمن الضحايا إلى تحميلهم المسؤولية، وإلى التساؤل عن غرضهم من التواجد في ملهى ليلي في مدينة اسطنبول التركية.
فقد نشر موقع "زنقة 20" مقالا تحت عنوان "تحقيق صادم. كيف تحولت تركيا ملاذاً للمغربيات للقاء الخليجيين بعيداً عن أعين المغاربة" بعد ساعات فقط من الهجوم الإرهابي، ومباشرة بعد تأكيد السفارة المغربية خبر وجود مغربيتين من بين الضحايا.
وجاء في المقال (التحقيق) الذي قام الموقع بعد ذلك بحذفه، أنه مع "حلول كل سنة جديدة تحزم عشرات المغربيات حقائبهن للسفر إلى تركيا للقاء "زبناء" خليجيين بعيداً عن أعين المغاربة".
وأشار الموقع إلى أن تواجد مغربيات ضمن الضحايا كن "دون مرافق "زوج" أو "شقيق" أو "والد"، يعيد التساؤل "حول وجهة تركيا التي تشكل ملاذاً للمغربيات لامتهان "الدعارة" الراقية مع خليجيين".
وتحدث الموقع عن وجود ضحايا خليجيين في الحادث دون الحديث عن غيرهم، في الملهى "الذي كانت أربع مغربيات يتواجدن به في ليلة ماجنة احتفالاً برأس السنة الميلادية".
وأسهب الموقع في إطلاق أحكامه المسبقة على الضحايا، وأشار إلى أنه بالرغم من "المراقبة المشددة في المطارات لمنع سفر المشبوه في امتهانهن الدعارة فإن أغلب هؤلاء الفتيات يتحدرن من الأحياء الهامشية للمدن الكبرى، تكون مواقع التواصل الاجتماعي الوسيط بينهن وبين الزبون الخليجي الذي يفضل تركيا للقاء المتعة على الوقوع في قبضة الأمن بالمغرب رفقة المغربيات".
ورغم أن موقع "زنقة 20" قام بحذف المقال، إلا أن بعض المواقع، كانت قد قامت قبل ذلك بنقله حرفيا ونشره، كما هو الحال مع موقع يطلق على نفسه اسم "وكالة نيوز بريس" والذي قام بتغيير العنوان إلى "إعتداء إسطنبول يعرّي فضائح المغربيات اللواتي يردن لقاء الخليجيين بعيداً عن أعين المغاربة".
وعلاقة بالموضوع يذكر أن السلطات الأمنية اللبنانية سبق لها أن ألقت القبض على شخص، نشر تغريدات على حسابه الشخصي على موقع تويتر، تهجم فيها على الضحايا ودعا الى "إنزال لعنة الله عليهم"، مضيفا أنهم لقوا المصير الذي يستحقونه.