بعيدا عن نزاع الصحراء، أصبحت القارة الإفريقية ساحة للصراع بين المغرب والجزائر، فبعد قرار المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي، والزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى كل من تنزانيا ورواندا، والإعلان عن زيارة مرتقبة إلى إثيوبيا، أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة يوم أمس الإثنين عن احتضان بلاده "المنتدى الأفريقي للاستثمار والأعمال" مطلع الشهر المقبل.
وقال العمامرة في تصريحات إعلامية إن "هذا المنتدى سيكون فرصة لتعزيز الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تنويع الاقتصاد وتكييف نموذج نموها، بواسطة الاستفادة من المزايا التي توفرها القارة السمراء بوصفها خزانًا كبيرًا للإنتاجية وإنتاج الثروات والنمو".
واعتبر أن "انعقاد هذا الموعد الذي يرتقب مشاركة أكثر من 2000 متعامل اقتصادي من شتى القطاعات، ستكون فرصة لمباشرة هذا المسعى"، مضيفًا بأن "أفريقيا تملك مزايا توفرها لمن لديه الشجاعة والإرادة للتوجه إليها والجزائر أكبر بلد أفريقي وعربي تعد جزءا لا يتجزأ من أفريقيا ومن مصيرها".
وتابع المسؤول الجزائري أن "وضع الاقتصاد الجزائري والإصلاحات الحالية لا تمنع البلد من أن تكون له طموحات في أفريقيا، وأن يلعب دور قاطرة الاندماج الاقتصادي الأفريقي"، منوها إلى أن "الوضع الأمني في بضع بلدان أفريقية لا يشكل هو الآخر عائقا لولوج أسواق القارة".
وأكد لعمامرة على أنه "في المستقبل غير البعيد سنتفاوض حول اتفاقاتنا التجارية بشأن دولتي مالي والنيجر، وكذا مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا"، مشيرا إلى أن "الجزائر التي تحظى بصفة ملاحظ ضمن هذه المنظمة، تفكر في إجراءات أخرى تشجع توجه الاقتصاد الجزائري نحو الاقتصاديات الأفريقية الأخرى".
ويأتي إعلان الخارجية الجزائرية عن احتضان مؤتمر إفريقيا للاستثمار بعد يوم واحد فقط من الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس من العاصمة السنغالية، والذي قال فيه إن "السياسة الافريقية للمغرب، لن تقتصر فقط على إفريقيا الغربية والوسطى، وإنما سنحرص على أن يكون لها بعد قاري، وأن تشمل كل مناطق إفريقيا".
كما أشار الملك في ذات الخطاب إلى أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ستتيح "الانخراط في استراتيجيات التنمية القطاعية بإفريقيا، والمساهمة الفعالة فيها، وإغنائها بالتجربة التي راكمها المغرب في العديد من المجالات".
وأكد الملك أيضا أن السياسة التي بات المغرب يتبعها أعطت تمارها "من خلال تعزيز الحضور الاقتصادي للمغرب، وتطوير علاقاته مع مختلف دول القارة". وأوضح أن "المغرب اليوم يعد قوة إقليمية وازنة، ويحظى بالتقدير والمصداقية، ليس فقط لدى قادة الدول الإفريقية، وإنما أيضا عند شعوبها".
كما دعا الحكومة المقبلة إلى الاهتمام بالقارة الإفريقية، ودعاها أيضا لأن تكون سياستها المستقبلية "شاملة ومتكاملة تجاه إفريقيا، وأن تنظر إليها كمجموعة".