قرار التوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية كان بالنسبة لجاد المالح مغامرة حقيقية، حيث ترك الشهرة الواسعة التي اكتسبها في فرنسا، والتي صار فيها من بين أشهر الشخصيات وأكثرها قربا لقلوب الفرنسيين، ليقرر التوجه إلى بلاد أخرى والانطلاق من الصفر.
في أمريكا وجد ابن مدينة الدار البيضاء نفسه يعيش سيناريو مماثل لما عاشه في بداياته الأولى في فرنسا، حيث بدأ يقدم عروضا في مسارح وقاعات صغيرة، باعتباره كوميدي مغمور، يبحث لنفسه عن موطئ قدم في الساحة الفنية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي حوار أجراه جاد المالح مع النسخة الفرنسية من موقعنا، أكد أنه قدم عروضا كثيرة في العديد من المدن الأمريكية، وأن هذه العروض كانت ممزوجة بنكهة فكاهية مغربية، موضحا أنه يعيش تحد جديد، وأنه أصبح ملزما بالتأقلم مع طبيعة الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أن ما يقدمه من عروض في بلاد العم سام، بمثابة "بداية جديدة، وانطلاقة من الصفر، أنا هنا في نيويورك غير معروف تماما، أذهب سيرا على الأقدام ولا وجود لمحبين في الشوارع...".
كما تحدث المالح عن الإكراهات التي اصدم بها، خصوصا وأنه أصبح يلتقي جمهورا جديد غير ذاك لذي اعتاد على رسم البسمة على شفاهه، بالإضافة إلى أنه يقدم عروضه بلغة جديدة هي اللغة الإنجليزية، مؤكدا أن "تقديم عروض فكاهية بلغة أخرى، تجعلك تكتشف أشياء جديدة عن نفسك، وتسمح لك بعيش أحاسيس جديدة".
لكن يبدو أن عائق اللغة لن يقف حاجزا بينه وبين نجاحه، حيث بدأ فعلا ينجح في التسلل إلى قلوب الأمريكيين، كما عبر في الحوار عن اندهاشه من إصرار الجالية المغربية في أمريكا على حضور حفلاته، وقال "لقد أديت عرضا كوميديا في دالاس السنة الماضية، وفي القاعة رأيت أشخاصا يحملون أعلاما مغربية"، وأضاف أن "الآباء المغاربة الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الماضية يصرون على إحضار أبنائهم الناطقين بالإنجليزية والعربية فقط من أجل متابعة عروضه".
وتابع الكوميدي البيضاوي قائلا إنه تلقى شهادات مؤثرة من الآباء المغاربة الذين يحضرون رفقة أبنائهم.
وفضلا عن الجالية المغربية، أصبحت قفشات الفنان المغربي بعد تمكنه أكثر من لغة شيكسبير، تصل بسرعة إلى الجمهور الأمريكي، الذي أصبح يواظب على حضور حفلاته التي يسعى خلالها لإدخال السرور إلى قلوبهم وإضحاكهم بلسانهم.
وظل جاد المالح يركز خلال حواره مع موقع يابلادي على التأكيد على أنه دخل في تحد جديد، وأنه انطلق من الصفر ليصنع لنفسه اسما خارج الدول الناطقة بلغة موليير.
إذن هي تباشير انطلاقة جديدة لفنان بات بين لحظة وضحاها مغمورا، بعدما ملأت شهرته الآفاق في بعض دول القارة العجوز وشمال إفريقيا، فهل سينجح في تحقيق حلمه الأمريكي بعد تجاوزه لسن الأربعين؟