وقال الداعية السلفي المغربي في شهادته التي عنونها بـ" أكرمْ بالسلطان أردوغان.. شاهد من قلب الحدث"، أنه قصد تركيا في زيارة علم وعمل، وأضاف أنه بعد صباح "مضنٍ من الأعمال في يوم الجمعة 15 يوليو 2016، وبعد حضوري صلاة الجمعة بمسجد الفاتح باللغة التركية إلا ما يلزم من قرآن وذكر فبالعربية طبعاً" قررت أن "أستغل فسحة المساء في شراء بعض الهدايا من ساحة تقسيم الشهيرة".
وأردف "قصدت الساحة -وليست هذه أول زياراتي- في حدود الساعة الثامنة ليلاً؛ وبعد عطشٍ من المشي الطويل جلست لأشرب عصيراً فلمحتُ في وجوه الأتراك وهم ينظرون إلى التلفزيون التركي: ملامح الاستغراب والتساؤل فنظرت في التلفاز فلم أفهم شيئا لا من الصور ولا من الكتابة".
وبعد ذلك حاول الداعية المغربي استيضاح الأمر من بائع بطيخ تركي، فقال له "الطرق تغلق لعل هناك قنبلة"، وقال "فنظرت أسفل الجسر فإذا بالطرق تُسد والنَّاس يرجعون عكس السير في حالةٍ من الاضطراب...ثم ذهبت إلى الطرف الثاني من الساحة حوالي 1000متر؛ فوجدت بعض العوائل العربية وهم يتحدثون؛ لا عن قنبلة بل عن انقلابٍ!".
وقرر عادل رفوش بعد ذلك العودة إلى الفندق الذي يقيم فيه والذي يوجد على جسر "البوسفور" حيث معترك الأحداث، عبر سيارة أجرة غير أن صاحب السيارة أخبره أن ثمن الرحلة أصبح 100 دولار بعدما كان لا يتعدى 10 دولارات.
وزاد قائلا "فأيقنت أن الحال يتصاعد إلى ما لا تحمد عقباه؛ فقلتُ له: سأدفع لك. فسألني رجل معه زوجته وطفلان عن السعر وطلب مني أن أتنازل له عن السيارة! فما كان مني إلا أن أكرمت أخي السعودي -وذلك واجب – فركب في أمان الله بأسرته".
وأضاف "وفجأة وجدت نفسي في ساحة بلا سيارات فذهبت للضفة الأخرى ثانية فإذا بي أجد مدرعتين مع جنود مدججين بالسلاح و بسيارات الشرطة الخاصة وجهاز المخابرات التركية MIT يملأ الطرقات!".
وتابع وصفه للحظات الانقلاب بالقول "وما إن قارب منتصف الليل بتوقيت اسطنبول حتى تبدل الحال والأمكنة التي كانت تعج بالباعة والتسوق والمطاعم؛ فصارت فارغة إلا من الفوضى وصامتةً إلا من طلقات الرصاص وتطواف الحوامات في السماء".
وبعد ذلك وبحسب شهادته بدأ "الأتراك يتجمعون في الساحة ويتفاودون بهتافات لم أفهم منها إلا "أنهم مع أردوغان" و"أنهم يفدون السلطان أردوغان بأرواحهم وكل ما يملكون".
وزاد قائلا "ثم لمحتُ بقالةً بين العمائر السكنية فاشتريت “قنينة كازوزا” زجاجية ككوكا كولا؛ لا لأشربها من عطشٍ ولكن احتياطاً لنفسي بسلاح لدواعي الضرورة...وبعد حوالي أربع ساعات من المشي والتوقف والترقب والتخوف والرجوع؛ وجدتُ طريقاً مستقيماً إلى ناحية الفندق لكنني فوق الجسر حيث دبابات الانقلابيين تغلق الطريق وتشهر السلاح؛ فرجعت لأنزل إلى أسفل في طريق موحش أرى أفراداً بين الفينة والأخرى؛ كل يخاف من كل ولا تدري ماذا في الغيب؟!".
واسترسل قائلا "وما هي إلا لحظات حتى وجدت فئات من الناس يتوجهون إلى الطريق العام المغلق ويتجمهرون حول سيارات كانت تغلقه ثم حاصروا أربع سيارات إطفاء كبيرة؛ وأنزلوا من فيها واعتقلوهم، وبدأوا يكبرون ثم انطلق من بعض المساجد التي حولي التكبير في المكبرات؛ فكتبتُ ساعتها وقد كانت 3 فجراً تغريدة بما رأيت ومبشراً لإخواننا في المغرب وفي العالم بقرب الانفراج أقول فيها: "الآن الثالثة فجْراً على المآذن في اسطنبول يصدع الناس في مكبرات المساجد: "سيهزم الجمع ويولون الدبر" صدق الله العظيم".
وختم شهادته قائلا "وها نحن الآن وكما عشتُ مع إخواننا الأتراك ليلة من الأقراح؛ ها نحن قبل تمام يومها نعيش معهم الأفراح؛ فكل شوارع اسطنبول تلهج بالتكبير وتجهر بِالتَّحْمِيدِ؛ في تجمهرات تفوق الوصف وفي كل مكانٍ ومن كل الشرائح والأعمار".