هاجمت جبهة البوليساريو في البيان الختامي لمؤتمرها الاستثنائي الذي انتهت أشغاله نهار اليوم السبت فرنسا التي تعتبر عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، وطالبتها ب"الكف عن مواصلة دعمها الأعمى للسياسة الاستعمارية المغربية في الصحراء الغربية والتي تشكل مصدر تشجيع للطرف المغربي على مواصلة تحدي الأمم المتحدة وضرب قرارتها عرض الحائط".
وأضاف البيان أن فرنسا بالنظر إلى ثقلها ومسؤولياتها الدولية "مطالبة بالتطلع، بعد 40 سنة على اندلاع النزاع، إلى أن تكون جزءًا من الدفع إلى الحل بدل أن تكون سببا في إطالة أمد النزاع وتعقيده وتأجيل حلم الشعوب المغاربية في بناء تكتل جهوي قوي، ديمقراطي ومزدهر على الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط".
كما لم تسلم الحكومة الإسبانية من هجوم الجبهة الانفصالية، حيث طالبتها "بتحمل مسؤولياتها التاريخية والقانونية إزاء الشعب الصحراوي بصفتها القوة المديرة، إلى حد الساعة، لإقليم الصحراء الغربية حسب القانون الدولي، وتسديد دينها التارخي تجاه الشعب الصحراوي من خلال لعب دور أكثر إيجابية وفعالية لتسريع مسار التسوية السلمية".
كما انتقدت جبهة البوليساريو وقوف دول الخليج العربي بجانب المغرب في قضية الصحراء، ووصفت مواقف هذه الدول بـ"السلبي"، ودعتها "إلى استلهام دروس وعبر الماضي البعيد والقريب وخطورة دعم وتشجيع الدول الكبيرة على احتلال وانتهاك حرمات الدول والشعوب الصغيرة، ويطالبها، بدلا من ذلك، بالاستثمار في السلام والتآخي وصلح ذات البين".
بالمقابل أشادت الجبهة الانفصالية بحليفها التقليدي الجزائر، وبما وصفته بالموقف "التاريخي المبدئي والثابت للدولة الجزائرية بقيادة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة والذي تبنته منذ اليوم الأول لاندلاع النزاع في الصحراء".
كما أشادت جبهة البوليساريو بما قالت إنه "موقف أخوي للجمهورية الإسلامية الموريتانية"، وتقدمت بالشكر "العميق للقيادة الموريتانية وللشعب الموريتاني ومختلف قواه الحية على وقفة العزاء المشهودة مع الشعب الصحراوي".
وكان قادة جبهة البوليساريو قد وجهوا رسالة إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أثنوا فيها على ما وصفوه بـ"المواقف المتبصرة" التي عبرت عنها موريتانيا، وذلك في أعقاب مشاركة وفد موريتاني كبير في المؤتمر الاستثنائي للجبهة الانفصالية.
وأثنت الرسالة الموقعة من قبل قادة البوليساريو المشاركين في المؤتمر الاستثنائي للجبهة الذي عقد على مدى يومين وانتهت أشغاله نهار اليوم السبت على "جهود موريتانيا" في دعم ما وصفوه بـ"الشعب الصحراوي".
وكان المؤتمر الاستثنائي للجبهة الانفصالية الذي انعقد في مخيمات تندوف، قد عرف مشاركة العديد من السياسيين الموريتانيين، وتم خلاله قراءة رسالة من الرئيس الموريتاني الأسبق محمد خونه ولد هيدالية، كما ألقى ممثل حزب الوئام الموريتاني سيد محمد ولد عابدين كلمة باسم حزبه عبر فيها عن دعم حزبه للجبهة الانفصالية.