ونقل موقع "العربي الجديد" اللندني، عن مسؤول عسكري جزائري شارك في اجتماع أمني وعسكري جزائري أميركي عُقد قبل أسبوع في الجزائر، قوله إن الخبراء الأمنيين الأميركيين طالبوا الجزائر خلال الاجتماع بضرورة العمل على زيادة مستوى التنسيق والتعاون الأمني مع المغرب، خصوصاً في ما يتعلق بمراقبة الحدود ورصد تنقّل العناصر المتطرفة، وتبادل المعلومات، بما يسمح بالكشف عن أية خطط لهذه التنظيمات لاستهداف أي من الدول المعنية.
وأوضح المتحدث ذاته بحسب نفس المصدر أن الخبراء الأمريكيين طالبوا من البلدين وضع الخلافات السياسية خارج أي سياق للتعاون الأمني، وعبّروا عن مخاوف من أن تؤثر هذه الخلافات على مستويات التعاون الأمني بين البلدين، خصوصاً في المرحلة الحالية التي طوّرت فيه التنظيمات المتطرفة تقنياتها وأدوات وطرق نشاطها.
وشدد والخبراء العسكريون الأمريكيون الذين قدّموا لنظرائهم الجزائريين دورة تدريب في تقنيات الأمن ومراقبة الحدود، على أن مسألة الحدود البرية المغلقة بين المغرب والجزائر، لا يجب أن تحجب حقيقة وجود نشاط إرهابي في المنطقة، وإمكانية وجود تحالفات بين المجموعات الإرهابية وشبكات تهريب المخدرات والبشر التي تنشط بين المغرب والجزائر، ولا يجب بحسب الأميركيين، أن تقوّض هذه المسألة إمكانية التعاون الأمني المشترك بين البلدين.
وأكد المسؤول العسكري الجزائري أن أمريكا تتخوف من أن تستغل التنظيمات المتطرفة الخلافات الراهنة بين الجزائر والمغرب لصالحها.
المخاوف الأمريكية تزداد خصوصا وأنه رغم أن الحدود البرية مغلقة بين البلدين إلا أن حركة تهريب كبيرة تتم بين البلدين عبر شبكات كبيرة بعضها مرتبط بمافيا دولية تنشط في مجالات كثيرة.
يذكر أنه سبق لوزير الخارجية المغربي محمد حصاد أن قال في تصريحات صحافية أن التعاون الأمني بين المغرب والجزائر "يوجد حاليا في مستوى الصفر". وأوضح أن المغرب قرر تجاوز ذلك، وحمّل السلطات الجزائرية مسؤولية الجفاء الطويل بين البلدين.