ويأتي ذلك أشهرا قليلة بعد إعلان رفضها تصنيف الجماعة في قائمة المنظمات الإرهابية، إثر طلب تقدمت به العربية السعودية و الامارات العربية المتحدة الى جامعة الدول العربية، وهو ما سيضع عبد الاله ابن كيران في حال قبل الدعوة في مواجهة مع مبدأ المصير المشترك الذي يتشبث به الملك في علاقات المغرب مع دول الخليج.
وكشفت مصادر الصحيفة، من حزب رئيس الحكومة أن الحزب يتعامل بحذر مع مبادرات التقارب الاَتية من الجزائر على اعتبار أن الجارة الشرقية ليست نموذجاً يحتدى به في الانتقال الديموقراطي، ولا يمكن الانخراط مع أجهزتها في مسلسل تتحكم فيه المؤسسة العسكرية التي لا تخفي العداء للمغرب، وتعاكس مواقفه على المستوى الدولي، خاصة فيما يتعلق بخارطة تحالفاته الإستراتيجية.
وبدأت الجارة الشرقية بتنزيل مخططها الرامي إلى استعمال التجربتين الناجحتين لكل من النهضة في تونس والعدالة والتنمية في المغرب، من أجل الظهور بمظهر الدولة الراعية للإسلاميين المعتدلين في العالم العربي منتصف الشهر الماضي باحتضان الاجتماع المغاربي للأحزاب الوسطية، الذي نظم لمناسبة الذكرى 68 لمؤتمر طنجة بمشاركة العدالة والتنمية وحركة النهضة التونسية والعدالة والبناء الليبي وحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني، بإعلان سعي الأحزاب المشاركة للعب دور أكبر لتفعيل التقارب بين الشعوب في المنطقة وتحقيق الوحدة المنشودة.
وكشف عبد الرزاق مقري عن حركة مجتمع السلم الجزائرية في تصريح للصحافة الجزائرية أول أمس السبت بأن الأحزاب الخمسة ستعقد في الأسابيع المقبلة لقاء قمة يحضره زعماء الأحزاب المذكورة بمن فيهم عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية، للتوقيع على ميثاق مبادئ للتعاون والتنسيق، كاشفا عن قرار تنظيم لقاءات دورية لملتقى الأحزاب المغاربية ذات المرجعية الإسلامية التي عبرت عن إرادتها في أداء أدوارها تحقيقا للمشروع الوحدوي وتحمل مسؤولياتها مثلما فعلت الأحزاب التي أسست لفكرة الوحدة، وتجاوز المعيقات والركوض الذي يعرفه هذا المشروع.
وستزيد الخطوة الجزائرية من شدة الصراع مع السعودية والإمارات، إذ سبق للخارجية الجزائرية أن أعلنت أنها حريصة على التعامل الإيجابي مع بعض القرارات التي اتخذتها بعض البلدان العربية لضمان الاستقرار، لكن الجزائر لا تستطيع العمل خارج منطق القضاء والأدلة لتجريم الجماعات الإسلامية ومنها الإخوان المسليمن.