وحسب أرقام الائتلاف المشكل من ثمان جمعيات عاملة في مجال علاج ومصاحبة المرضى النفسيين، والتي نقلتها جريدة "الأخبار" في عددها لنهار اليوم الخميس 5 ماي فإن التشخيصات التي تم إجراؤها في إطار دراسة أكدت هذه الأرقام، التي تمت بناء على جدول لما لا يقل عن خمسة وعشرين نوعا من الأمراض النفسية التي يصاب بها المواطنون.
ودق الائتلاف ناقوس الخطر حول ارتفاع الأمراض النفسية، موضحا أن الدراسة التي أنجزها في هذا الباب بينت أن 600 ألف فرد يعانون من اضطراب عقلي حاد، وهو ما يوجب "الاشتغال على الصحة النفسية بالمغرب بصفة مستعجلة مع ضرورة التكفل بالأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية"، حسب الجمعيات التي دعت أيضا إلى توفير وسائل الوقاية من هذه الاضطرابات وإنشاء مراكز استشفائية مع وضع آليات اجتماعية موجهة للمرضى النفسيين.
وأشارت الجمعيات إلى أوضاع المرضى النفسيين والذين صنفتهم منظمة الصحة العالمية ضمن خانة الأشخاص المعاقين، يعانون من تدني الحالة الاقتصادية والتهميش الاجتماعي بالإضافة إلى انعدام التمدرس لدى هذه الفئة أو أن التمدرس الذي يتلقونه غير كاف أو أنه لا يتم بالشكل المطلوب.
وفي السياق ذاته نبه الائتلاف إلى مسؤولية المجتمع المغربي عن فئة المرضى النفسيين وذوي الإعاقة العقلية، موضحا أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية يتعرضون للتمييز حتى في المهن التي لا تتطلب كفاءات دراسية ومهنية، وذلك بسبب إعاقتهم، مؤكدا أن هذه الفئة تعيش على هامش المجتمع بسبب الفقر والإعاقة، وأن نسبة مهمة من المعاقين النفسيين يعيشون على دخل أوليائهم في القوت الذين يحرمون من التغطية الصحية أو المورد المالي القار في حال وفاة أوليائهم أو بلوغهم سن الرشد.