وأوضح فوروبييف، في كلمة خلال لقاء تواصلي مفتوح نظمته جمعية الصداقة المغربية - الروسية بتعاون مع سفارة فدرالية روسيا بالرباط وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، حول الزيارة الملكية إلى روسيا وآفاق التعاون بين البلدين الصديقين، أن هذه الزيارة، التي تأتي بعد تلك التي قام بها الملك إلى روسيا منذ 14 سنة، تعتبر ناجحة، وتحمل آفاقا كبيرة جدا.
واعتبر أن العلاقات بين البلدين، التي تعد تاريخية وتمتد لأزيد من ثلاثة قرون، ظلت على الدوام إيجابية ، معربا عن الحاجة لتطوير التعاون في جميع المجالات، وتنويع الشراكات عوض الاقتصار على الشركاء التقليديين. ودعا في هذا الصدد للعمل على تعزيز العلاقات الثنائية خاصة وأن روسيا تعد سوقا كبيرة بالنسبة للمبادلات التجارية، مما يسمح بتطوير العلاقات ومصالح المغرب في مختلف المجالات.
وأبرز الأكاديمي والمتخصص في القانون الدستوري الروسي ، أن المباحثات التي أجراها الملك والرئيس الروسي بالكرملين وأيضا المباحثات الهاتفية المطولة التي تلتها بعد أقل من شهر ، تعد مؤشرا قويا ودليلا على علاقات كبيرة وعلى تطوير للآفاق في المستقبل القريب بين البلدين.
وسجل في هذا الصدد أن البلدين دخلا مرحلة شراكة استراتيجية معمقة في مختلف مجالات التعاون البينية، مؤكدا "نحن في حاجة لمزيد من تطوير هذه العلاقات".
كما تطرق إلى مختلف أوجه الزيارة الملكية، معتبرا أنها كانت ناجحة في الدفع بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين للارتقاء إلى مستوى العلاقات السياسية، مبرزا أنها توجت بتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي (16 اتفاقية)، في مختلف مجالات الاقتصاد والثقافة والتعليم وأيضا الحرب على الإرهاب، فضلا عن البيان حول الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين فدرالية روسيا والمملكة المغربية.
وأشاد فاليري فوروبييف بالمقاربة التي يعتمدها المغرب في المجال الديني والتي تعكس انفتاحه على قيم التسامح والحوار، مبرزا أن توقيع البلدين على اتفاقية في هذا المجال سيمكن من تعزيز تبادل الزيارات بين أئمة البلدين.
كما سجل أن البلدين يجريان مفاوضات في عدة مجالات تهم على الخصوص الصيد البحري والتكنولوجيات الحديثة، مذكرا بأن المغرب شهد خلال العقدين الأخيرين تطورا ملموسا في عدة مجالات، منها على الخصوص الطاقات المتجددة مثل مشروع الطاقة الشمسية الجديد الذي يحمل آفاقا واعدة لتطوير الإنتاج في هذا المجال.
وشدد على أن الزيارة الملكية لروسيا ليست صفحة جديدة بل هي "كتاب جديد" في العلاقات الثنائية، مسجلا وجود دفعة قوية في كافة المجالات. واستشهد في هذا الصدد بالزيارة التي قام بها مؤخرا ممثلو حوالي 300 من ممثلي شركات سياحية روسية إلى المغرب.
وفي هذا السياق، تحدث السفير الروسي عن المؤهلات التي يزخر بها المغرب في المجال السياحي، والمتسمة بطابعها "الروحي"، باحتضانه لأقدم جامعة (القرويين) وكذا الإرث التاريخي الذي تزخر به مختلف مدنه العتيقة، معتبرا أن المغرب بلد رائع في مجالات عدة بفضل طقسه المعتدل وكذا موقعه الجيو سياسي، مما يجعل منه "بلد أمن واستقرار" في منطقة تعج بالاضطرابات.
وركز في هذا الإطار على ضرورة اضطلاع وسائل الإعلام بدورها في التعريف بثقافة البلدين، لتشجيع الروس على زيارة المغرب وأيضا المغاربة على زيارة روسيا، مؤكدا من جانب آخر على ضرورة تطوير العلاقات في مجال تدريس اللغة الروسية بالمغرب وتشجيع التبادل العلمي القائم.