ولم يتمكن المحتجزون من إقناع الأمن الجزائري بتلقيه الضمانات اللازمة من الدولتين المعنيتين، إذ ووجهوا بتعليمات مفادها أن الجارة الشرقية بدأت في فرض وصاية جوية على الحدود التونسية والليبية وتعتقل المسافرين بداعي حمايتهم من الإرهاب، وذلك بالتزامن مع إعلان الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري، استعداد الضباط والجنود المرابطين بمركز مراقبة الحدود البرية والبحرية والجوية، إحباط أي اعتداء إرهابي محتمل، على خلفية تهديدات تنظيم الدولة "داعش" في ليبيا الموجهة ضد الجزائر.
ونشرت جريدة "الصباح" في عددها لنهار اليوم 22 يناير، أنه في الوقت الذي كان فيه صالح يزور مواقع وحدات الجيش الجزائري بمركز "الدبداب" جنوب شرق البلاد، للإطلاع على مدى جاهزيتها لإفشاء محاولة مفترضة للتسلل متطرفين وتهريب السلاح عبر الحدود مع ليبيا، أفادت وزارة الدفاع، بحر الأسبوع الجاري أن أفراد الجيش يبدلون جهودا مضاعفة لضمان أمن واستقرار البلاد، مذكرة أن القوات المسلحة توجد في حالة استنفار على مستوى كل المعابر الحدودية الشرقية منذ عودة شبح الحرب إلى ليبيا وذلك في إشارة إلى تنامي التهديدات الارهابية في ليبيا وتونس. وشملت جولة صالح رئيس أركان الجيش الجزائري منشأة "أميناس" الغازية الواقعة في منطقة " تيغنتورين" والتي تعرضت مطلع 2013 لإعتداء إرهابي على أيدي عناصر إرهابية يقودها الجزائري مختار بلمختار.
وردا على صالح، اعتبر فرحات الحرشاني وزير الدفاع التونسي في تصريحات صحفية خلال زيارة تفقدية قادته إلى الوحدات الأمنية والعسكرية على الحدود الليبية بولاية تطاوين، أن تونس تواجه تحديا خارجيا من الجنوب سواء من ليبيا أو من الجزائر معتبرا أن الممرات الجبلية على جانبي الحدود مع الجزائر لا تقل خطورة من نظيرتها الليبية مرددا التصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في تونس أخيرا، والتي اعتبر فيها أن تونس، التي تتمتع بنظام ديموقراطي حقيقي، وقعت للأسف ضحية موقعها الجغرافي بين الجزائر وليبيا.