عرفت الجالية المغربية في إسبانيا تراجعا طفيفا ابتداء من سنة 2012، وفق البيانات التي نشرها يوم أمس المعهد الوطني الاسباني للإحصاء.
وكشفت الاحصائيات أن الجالية المغربية بإسبانيا شهدت ارتفاعا منذ سنة 2002 إلى سنة 2011 حيث انتقلت من 267 078 إلى 774 241 شخص، ومنذ سنة 2012 بدأت تعرف تناقصا وإن بشكل طفيف حيث انتقلت من 772 000 سنة 2012 إلى 760 000 سنة 2013، لتصل إلى 718 000 سنة 2014، واستقرت في حدود 688 693 بداية سنة 2015.
ووصل عدد المغاربة المقيمين في إسبانيا في فاتح دجنبر من سنة 2015، إلى 680 120 نسمة، ليتواصل بذلك مسلسل التراجع الذي بدأ منذ سنة 2012.
مغادرة إسبانيا
ويمكن تفسير تناقص الجالية المغربية في إسبانيا، بمغادرتهم لهذا البلد منذ بداية الازمة الاقتصادية، وتشير الاحصائيات إلى أنه ما بين سنة 2008 و2013 ارتفعت وتيرة مغادرة المغاربة لاسبانيا ب 77,70 في المائة، حيث ارتفع عدد المغادرين من 26709 سنة 2008 إلى 47463 سنة 2013.
ويتضح من خلال هذه المعطيات الرسمية الاسبانية، تأثر الجالية المغربية بالأزمة الاقتصادية العالمية التي أرخت بظلالها على الاقتصاد الاسباني، بحيث عاد معظم المغادرين إلى بلادهم.
كما أظهرت الاحصائيات تراجع عدد المغاربة الوافدين على اسبانيا منذ سنة 2011، حيث انتقل عددهم من 71761 سنة 2008، إلى 19994 سنة 20014، وذلك بسبب القيود الصارمة التي أصبحت اسبانيا تفرضها في ما يخص استقبال المهاجرين.
وما بين تراجع الوافدين على اسبانيا وارتفاع عدد المغادرين للبلاد سجلت الجالية المغربية بهذا البلد الأوروبي تراجعا مستمرا منذ سنوات.
المغاربة المجنسون
وإضافة إلى الظروف الاقتصادية التي تعاني منها الجالية المغربية في إسبانيا، والتي دفعت بالبعض إلى اتخاذ قرار العودة إلى الوطن أو التوجه إلى بلد آخر بحثا عن ظروف أفضل للعيش، يمكن تفسير تراجع عدد المغاربة بإسبانيا إلى عدم أخذ المعطيات الواردة في الإحصاء بعين الاعتبار المغاربة الذين نالوا الجنسية الاسبانية، حيث سجلت إحصائيات رسمية زيادة في نسبة المجنسين المغاربة بنسة 9,9 في المائة، ليصبحوا بذلك الجالية الأكثر حصولا على الجنسية في هذا البلد الأوروبي لأول مرة، متجاوزين دول أمريكا اللاتينية.