وكشفت جريدة "المساء" في عددها لنهار اليوم الاثنين، أن التحقيقات الجارية في هذا الملف دخلت مرحلة أخرى، حينما اكتشف المحققون بعد الاستماع للمشتبه فيهم في محاضر رسمية، معلومات خطيرة، تشير إلى تورط الموقوفين مع جهات تعمل لحسابهم من داخل القاعدة العسكرية الجوية بسلا.
وحسب ذات المصدر فإن التحريات الأولية أظهرت أن المعتقلين على ذمة هذه القضية، يتعاملون مع أطراف لم يتم تحديد هويتها، تقود عمليات الاختلاس من داخل القاعدة الجوية بسلا عن طريق تزوير فواتير تحويل مبالغ بالملايير لفائدة شركات يتم التلاعب بوثائقها وانتحال صفات عدد من مسؤوليها لاستخلاص الأموال المذكورة عبر مختلف الوكالات البنكية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن فرقة أمنية خاصة كلفها عبد الحق الخيام، رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بإجراء تحقيقات مكثفة لكشف خيوط اللعبة.
وأشارت "المساء" إلى أن الاستنطاق التمهيدي، الذي خضع له المتهمون، كشف عن أسرار وصفت بالحساسة والخطيرة، وهو ما دفع عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، إلى تسليم ملف هذه القضية إلى "إف بي أي" المغرب، لاستكمال التحقيقات وإجراء أبحاث معمقة حول الموضوع بعدما تبين أن باقي المشتبه فيهم يديرون أنشطتهم المحظورة من داخل القاعدة الجوية الأولى المتواجدة بمدينة سلا.
وسلمت مصالح الأمن بالقنيطرة، للمكتب المركزي للأبحاث القضائية جميع الموقوفين، كما تم إصدار مذكرات اعتقال بحق باقي المطلوبين الذين تحوم حولهم شبهات قوية ترجح صلتهم الوطيدة بعناصر الشبكة التي جرى القبض عليها في مدن مختلفة من المملكة.
وتفجرت هذه الفضيحة، حينما تلقى رجال الحموشي بالقنيطرة إشعارا بوجود شخص مثير للشكوك، يرغب في سحب ما يقارب نصف مليار سنتيم من وكالة بنكية توجد بمنطقة قصبة المهدية، بناء على أمر بالتحويل صادر عن وكالة بالعاصمة الرباط تابعة لنفس المؤسسة البنكية.
وانتقلت عناصر الأمن الولائي إلى عين المكان، وألقت القبض على المشتبه فيه، الذي أدلى ببطاقة تعريف قال إنها تخصه، قبل أن يتبين أنها مزورة، وأنه استغلها لفتح حساب بنكي باسمه المزيف بهذه الوكالة.