و تضيف الجريدة أن والدة الضحية ترجت العاملين بمستشفى ابن رشد بالبيضاء أن يسعفوا ابنها الذي أصيب بسيف في جبهته من قبل بعض أبناء الحي، و أخبرتهم أن دما كثيرا نزف منه، و أنه قضى قرابة ثلاث ساعات دون إسعافات بعد أن نقل إلى مستشفى الحي الحسني في البداية قبل أن يحيلهم المسؤولون به على مستشفى ابن رشد.
"سيري قيديه و خلصي عاد جي باش نشوفو أش عندو" أجاب أحد العاملين بالمستشفى ببرودة دم و غير مبال بمعاناة المرأة التي كانت تعاين أنفاس إبنها تحتبس، ترجته غير أنه بقي مصرا على "لخلاص" تضيف جريدة الصباح.
هرولت الأم نحو الصندوق، ترجت بعض الأشخاص للسماح لها بالأداء قبلهم، أشفقوا على حالها، أخرجت مبلغا ماليها سلمته إلى الموظف، و عادت مهرولة لتدلي بالورقة التي سمحت لها بالولوج، لتبدأ معاناة أخرى بعد أن أخبرها أحد الأصباء بضرورة إنجاز السكانير.
لم يكتب للإبن الذي تلقى طعنة في حدود منتصف الليل أن يستمر في العيش أكثر من ثلاث ساعات، قضاها متنقلا بين المستشفيات، إذ حمله شقيقه على كتفيه في البداية نحو مستشفى الحسني قبل أن ينتقل بعد مرور أزيد من ساعة إلى مستشفى ابن رشد.
تتابع الجريدة موضحة أن الأم تعتقد أن ابنها كان بالإمكان إنقاذه، و تتسائل عن هذا القانون الذي يشترط أداء مبلغ مالي قبل العلاج، حتى ولو كان المصاب في حالة خطيرة، قبل أن تخلص إلى القول بأن "الإنسان ما زال رخيصا في أعين بعض المسؤولين في هذا البلد".