القائمة

أخبار  

رشيد غلام: المنع يطالني حتى خارج المغرب ولا فرق بين حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال

أجرى موقع يا بلادي حوارا مصورا مع الفنان المغربي رشيد غلام، تحدث فيه عن قضية منعه من الغناء في بلده المغرب وبعض الدول العربية، وعن نظرته للثورات العربية، وعن تعريفه للفن الملتزم، كما تحدث في ذات الحوار عن حزب العدالة والتنمية، وعن جماعة العدل والإحسان التي ينتمي إليها.

نشر
DR
مدة القراءة: 5'

وقال رشيد غلام في الحوار الذي خص به موقع يابلادي بخصوص تعريفه للفن الملتزم "أنا لا أؤمن بكلمة التزام، أنا أومن بالفن، والفن يقاس بإنتاج فنان معين هل وصل إلى درجة القيمة الفنية أم لم يصل إليها، والفنان هو الذي يحترم المعايير الجمالية في الباب الذي يشتغل عليه، والذي يحترم القيم الإنسانية المتواضع عليها، وإذا أردت أن توظف كلمة الالتزام أقول لك على الفن أن يكون ملتزما على جهتين، أن يلتزم بالإبداع وشروطه، وأن يلتزم بمضامين الهدف الذي يشتغل عليه".

وأضاف "أعتقد أن الفن لا يقبل الإضافة فلا يمكن أن نقول فنا جميلا أو فنا ملتزما فكلمة فن هي لوحدها كافية وتعبر عن نفسها، وهذا التلوث الموجود الآن وهذا الاختلاط ما بين أشباه الفنانين المزورين هو ما جعلنا نقول الفن الملتزم، الفن الهادف، الفن الراقي، الفن الهابط".

وعن وجود فتاوى لعلماء مسلمين تحرم الغناء كيف ما كان قال غلام "هناك إسلام وراثي ورثناه نحن جميعا فيه الكثير من الأشياء التي نحرمها بالعادات، وبالروايات الخاطئة وهي ليست حراما، ومسألة الغناء هي من المسائل الفقهية التي دار حولها نقاش والغالب فيها الإباحة، ولكن وبعد انتشار الوهابية التي تحرم الغناء في العالم الاسلامي، أصبح الناس يتحدثون عن تحريم الغناء، فيما أن المسالة مباحة ومعروفة ولا يحتاج الأمر إلى استدلال كثير وحتى إن افترضنا أن هؤلاء المحرمين لديهم ما يستندون إليه، والمحللون لديهم ما يستندون إليه، إذن فهناك قولان وللكل حرية الاختيار، وبخصوص الكتب المعتمدة فقهيا والمجمع عليها فأغلبها يقول بإباحة الغناء".

 

وقال غلام إن منعه من الغناء في بلده المغرب راجع إلى أن النظام المغربي "لا يريد أن يكون هناك فنان مغربي أو مثقف لا ينتمي إلى الحوزة المخزنية، ويفضل أن تكون الوجوه الإعلامية، والفنية، والثقافية، في المغرب كلها ذات صبغة واحدة تردد عاش الملك".

وأرجع منعه من الغناء في بلده إلى انتمائه إلى جماعة العدل والإحسان المحظورة في المغرب، مضيفا أن "النظام السياسي ليس لديه مشكل مع مضامين ما يؤديه رشيد غلام بل المشكل مع رمزية الشخص، وما يمثله من معارضة وانتماء وممانعة لجوقة القطيع المخزني".

وأكد غلام أنه تعرض للمساومات في مرات عديدة، وقال "معروف على النظام المغربي أنه دائما يلعب بالعصا والجزرة، وللنظام المغربي قاعدة وهي أن لكل معارض ثمن يباع به ويشترى، وسبق أن عرض علي الكثير من الاشياء لكنني رفضتها، وأنا لا اطلب إلا أن أكون حرا في بلدي وليس شيئا اخرا".

وأوضح رشيد غلام أنه تلقى وعودا كثيرة في حال تخلى عن المواقف التي يتبناها، منها فتح أبواب جميع المهرجانات أمامه، وأن يكون موظفا شبحا يتقاضى أجرا شهريا من وزارة الثقافة، وأن يشرف على بعض المهرجانات، غير أنه رفضها كلها.

وكشف أن المنع لا يطاله في بلاده فقط بل انتقل ليطاله في بعض الدول العربية وقال "منذ 2006 وأنا أعيش حصارا تقريبا بجميع الدول العربية، وذلك لطبيعة تعاون وزارات الداخلية والمخابرات مع بعضها البعض، وهناك مذكرة من وزارة الخارجية المغربية تمنعني من دخول مجموعة الدول العربية".

وعما إذا كان ينتمي إلى نقابة تعنى بالدفاع عن الفنانين في المغرب قال "النقابات في المغرب ترفع مطالب "خبزية" تدافع عن الأشياء التي لها علاقة بالعيش وتحسين ظروف الفنانين والرعاية الطبية، ولا تدافع عن حرية الفنان".

 

وقال غلام عن رأيه في الثورات العربية - التي غنى لها كثيرا- ، خصوصا بعد ما آلت إليه في سوريا ومصر واليمن "طلب الحرية هو مسالة ذاتية وحق وما آل إليه الربيع العربي هو ليس بالطلب بل هو بعناد الاستبداد والمستبدين وبالتآمر العالمي، وهو ما يدفعنا للمطالبة بالحرية أكثر سواء في بلادنا أو في البلدان الأخرى".

وأضاف "أن الاستبداد الذي يحكمنا هو استبداد مقيت، ويجب أن لا نتعايش معه لا عندنا ولا عندهم مثلا عندما يقولون انظر الأمان الذي نعيشه نجيبهم أن هذا ليس بأمان، إنه أمان العبيد ونحن نريد الحرية وإذا كان المستبد عنيدا كالقذافي والسيسي وبشار فمآلنا سيكون مشابها لما آلت إليه الأوضاع في باقي دول الربيع العربي".

وبخصوص الوضع في المغرب قال "نحن نخشى على المغرب من الانفجار، والمشكل لدينا في الحكام المستبدين، أنهم لا يستفيدون من تجارب التاريخ، ولا يدركون أن الضغط يولد الانفجار...نحن نخشى على بلدنا إن لم يستفيق الغيورين عليه، وهناك دراسات دولية كثيرة تثبت أن المغرب على حافة الانفجار...نحن نطلب الأمان وننتظر أن يمر كل شيء على ما يرام، لكن النظام المغربي لا عقل له، وهو نظام حقود مستبد يفكر بطريقة قديمة جدا".

وعن غياب جماعة العدل والإحسان عن المشهد السياسي المغربي بعد انسحابها من حركة 20 فبراير، قال رشيد غلام "جماعة العدل والإحسان تشتغل وغدا سترى من كان يشتغل...، جماعتنا تشتغل بدليل أن المخزن يحاصرها في كل شيء حتى في تخييم في الأطفال، وإذا كنا لا نشتغل وليس لنا دور في المجتمع فلماذا في كل مرة يمنعنا النظام وكل مرة يتحدث عنا ويبعث لنا رسائل عبر الأحزاب؟".

وعن نظرته لحزب العدالة والتنمية قال  "العدالة والتنمية حزب ملكي، وهي صفة يحبونها، مثلهم مثل باقي الأحزاب، ونحن نعتبره كحزب الأحرار، والاستقلال وغيرهما، ولا ينافسوننا فيما نشتغل عليه، ولا نؤمن بالأشياء التي يشتغلون عليها كالدخول في الانتخابات والبرلمان الفلكلوري، ونحن مع كل شخص يحب الخير للبلد و يريد أن يشتغل لصالح البلد ولكن بصدق".

وأكد غلام أن جماعة العدل والاحسان على استعداد للاشتغال مع جميع الفرقاء السياسيين "الفضلاء" الذين تجتمع معهم الجماعة "على خدمة الوطن". مستحضرا قولة لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه "الناس اثنان أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق"، وأضاف "نحن نريد نظراء في الأخلاق الديمقراطية، وأخلاق التعايش والقبول بالاحتكام إلى آليات الاختيار الموجودة، وليس لدينا مشكل في الانتماء الديني والإيديولوجي والسياسي بتاتا، والشعب هو الذي سيحكم عندما ستتهيأ له الظروف".