القائمة

أخبار

عبد الرحمان اليوسفي: الملك استشارني أثناء تشكيل الحكومة الحالية وفي قضية الصحراء وأنا على تواصل معه

قال الوزير الأول المغربي السابق عبد الرحمان اليوسفي، الذي ترأس حكومة التناوب سنة 1998، وعايش انتقال السلطة إلى الملك محمد السادس بعد وفاة الحسن الثاني، في أول حوار صحافي له بعد مغادرته الحكومة أجرته معه صحيفة "العربي الجديد"، إن الملك محمد السادس استشاره قبل تشكيل الحكومة الحالية، التي يقودها بنكيران، واستشاره أيضا في ملف الصحراء.  

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

وهذا مقتطف من الحوار الذي أجرته معه صحيفة "العربي الجديد":

* كيف ترى حال المغرب اليوم، أنت الذي قدت العمل الحكومي في مرحلة صعبة (حكومة التناوب)، هل لا زلت عند قرارك بعدم الحديث عن الشأن السياسي؟

هذا كان قراراً نهائياً ولا أريد أن أكسره في هذا الحديث، وللعلم هذا أول حديث صحافي أدلي به منذ خروجي من العمل الحكومي والحزبي عام 2002 وسيكون الأخير. وهو تنازل أقوم به تقديراً للصداقة التي تجمعنا، ولانجذابي التلقائي لاسم "العربي الجديد". وفيما يتعلق بالدور الذي قمت به على صعيد انتقال هذا البلد للوضع الجديد، فإني أترك تقييمه للذين سيحكمون على هذه التجربة من وجهة نظر التاريخ.

* بعيداً عن السياسة، المغرب بلد يحكمه ملك شاب، وتُشكل نسبة الشباب غالبية بين عدد السكان، كيف ترى حال الشباب المغربي اليوم؟

شباب المغرب اليوم موضع اعتزاز، لأنهم يقبلون على العلم والثقافة بنهم وانفتاح، فقد باتت لدينا ثروة شبابية كبيرة، والشباب يحتلون مواقع هامة في البلاد. يؤدي الشباب دوراً ثقافياً واقتصادياً متميزاً، وتُشكّل مصدر قوة المغرب. وأملنا أن يعي هؤلاء الشباب مسؤولياتهم تجاه بلدهم وينفتحوا على العهد الجديد، وأن يقوموا بتجديد المغرب، لا سيما أن مكونات الشباب اليوم لا تقتصر على الرجال لوحدهم، بل تشمل النساء أيضاً. فالمرأة المغربية باتت ذات شأن وهي حاضرة بقوة في كافة الميادين، لذا نعوّل كثيراً على شبابنا.

* طالما أننا نتحدث عن الشباب، أذكر تصريحاً شهيراً لك، حين تسلّم الملك محمد السادس مهامه بعد رحيل والده الحسن الثاني سنة 1999. يومها دعوت المغاربة وكنت رئيساً لحكومة التناوب إلى عدم تفويت فرصة وجود ملك شاب في حكم البلد. هل التقط المغاربة تلك الرسالة؟

نعم قلت هذا الكلام، واليوم بعد قرابة 16 عاماً أقول أن رؤيتي كانت في محلها، ولم يخب ظني، فالملك الشاب كان عند حسن تقدير الشباب المغربي، وتفهّم مشاكلهم على نحو جيد، وبالقدر نفسه على مستوى طموحات المغاربة جميعاً، بدليل أن المراقبين يلاحظون اليوم أن المغرب بلد متوازن ويسير في الاتجاه الصحيح.

* هل تلتقي الملك من حين الآخر وهل تتواصل معه؟

في بعض الأحيان تكون هناك فرص للقاء، وفي أحيان أخرى نتواصل هاتفياً.

* من منكما يسأل عن الآخر؟

نحن الاثنان.

* متى كانت المرة الأخيرة؟

كانت المرة الأخيرة يوم احتفالي بعيد ميلادي التسعين (4 مارس/ آذار 2014)، وقد قام الملك بالتفاتة جميلة شملتني أنا والأصدقاء الذين احتفلوا معي بالمناسبة.

* هل استشارك الملك في شؤون البلد بعد تركك العمل الحكومي، ومتى كانت المرة الأخيرة؟

نعم حصل الأمر، وقد كلفني بمهمات خارجية عدة في إطار ملف الصحراء، ولكن منذ قراري باعتزال العمل السياسي احترم رغبتي، وكانت المرة الأخيرة التي طلب رأيي فيها لدى تشكيل الحكومة الحالية التي يقودها عبد الإله بنكيران في سنة 2011.