وهكذا فقد قال الجزائري عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي ووزير الاتصال والثقافة الأسبق، في حوار مع جريدة "الخبر" الجزائرية، "إن نجاح مساعي الجزائر لإحلال السلام في الجارة ليبيا، يبدأ من الضغط على المغرب للتوقف عن التشويش الذي لا يخدم الاستقرار في المنطقة".
وأضاف أن "المغرب من الناحية الجيوسياسية، لا يستطيع لعب أي دور إقليمي، ويحاول التعويض بالقيام بدور المناولة لصالح الدول العظمى" وهي "الولايات المتحدة وفرنسا.. والهدف هو التشويش على الجزائر، التي بدأت ترجع إلى دورها المحوري في إفريقيا".
وأضاف أن "على الجزائر أن تضغط على أصدقاء المغرب، الذين يقفون وراء ما يفعل فوق الأراضي الليبية، وأقصد هنا الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والإمارات والسعودية، وهذا كي لا يشوّش على المبادرة الجزائرية. كما علينا أن نفهم بأن الجزائر هي التي تدفع حاليا ثمن ما يجري في ليبيا وليس المغرب. المغرب يعلم بأن الجزائر حاجز منيع يحميها من التداعيات الأمنية في ليبيا، وكان الأجدر به أن يشكرها لا أن يعرقل مساعيها".
تصريحات المسؤول الجزائري جاء متزامنة مع أولى جلسات الحوار الليبي المنعقد نهار اليوم بالمغرب تحت رعاية أممية، حيث يتوقع أن تشمل المفاوضات بين أطراف النزاع "التوافقات الأمنية" التي من شأنها أن تمهد الطريق إلى وقف شامل لإطلاق النار في ليبيا، مع الانسحاب المرحلي لكافة المجموعات المسلحة من المدن والأحياء السكنية، إضافة إلى وضع تدابير خاصة بالأسلحة وبمراقبتها والآليات الملائمة للإشراف والتنفيذ، مع استكمال مسلسل إعداد الدستور داخل أجل واضح.
وحاولت الجزائر أن تجد لها موطئ قدم في المفاوضات الليبية، وأعلنت على لسان الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل، أنها استقبلت لحدود يوم أمس لأربعاء، 200 شخصية معنية بالازمة في ليبيا لعقد اجتماعات سرية ادت احيانا بحسب ذات المتحدث الى توقيع وثائق، دون ان يذكر طبيعة هذه الوثائق التي تم التوقيع عليها، كما لم يذكر أي اسم من أسماء الشخصيات الليبية التي قال إنها سافرت إلى الجزائر.