جاء ذلك في كلمة للعاهل المغربي خلال افتتاح أعمال مؤتمر "فكر" السنوي الثالث عشر، اليوم الأربعاء، بالصخيرات (قرب العاصمة الرباط) تلاها نيابة عنه مستشاره عبد اللطيف المنوني.
وأعرب ملك المغرب عن "أسفه" للواقع الراهن بالعالم العربي، حيث تعيش الدول العربية على وقع "التفرقة والتشتت وتنامي النعرات الطائفية"، مؤكدا في الوقت ذاته على "ضرورة التكامل بين الدول العربية لمواجهة هذه التحديات المتزايدة".
وانطلقت، اليوم، بمدينة الصخيرات أشغال مؤتمر "فكر" السنوي الثالث عشر، تحت شعار "التكامل العربي.. حلم الوحدة وواقع التقسيم" والذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي (مستقلة)، ويستمر حتى، غدا الخميس، بحضور عدد من الوزراء المغاربة، ومسؤولين سياسيين ومفكرين عرب.
ولفت العاهل المغربي إلى أنه "في الوقت الذي تتجه فيه دول العالم للوحدة، هناك بعض الدول العربية (دون أن يسمها) تهدر طاقاتها للبحث عن الفرقة بين بلدان المنطقة"، مضيفا أنه "رغم سنوات من السعي لتحقيق الوحدة التي تطمح لها الشعوب إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال".
واعتبر العاهل المغربي أن هناك بعض الاتحادات الإقليمية العربية تسير في "الاتجاه الصحيح" و"استطاعت تجاوز الخلافات" كمجلس التعاون الخليجي، في المقابل لم تتمكن البلدان المغاربية من الوصول إلى ذات النتائج، و"تعرف جمودا كبيرا، وهو ما يبعث على الإحباط في نفوس شعوب المنطقة".
وطالب العاهل المغربي الدول العربية بـ"عدم الانعزال" والعمل على انفتاح علاقاتها مع عمقها الأفريقي والأسيوي وباقي التكتلات الدولية.
من جانبه، قال عبد الله الدردي، نائب الأمين التنفيذي للجنة للأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، في كلمة له نيابة عن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، أنه "على الرغم العنف العرقي والطائفي الذي تشهد مناطق عربية عدة، والمعاناة الانسانية جراء الحروب في عدد من بلدانها، إلا أن هناك مؤشرات إيجابية تدل على تقدم بعض البلدان العربية في تجاه إرساء المبادئ الديمقراطية، كما الحال في تونس التي استطاعت التوافق على دستور بطابع تقدمي وأجرت انتخابات نزيهة".
ودعا الدردي قادة المنطقة لـ"الاستجابة لتطلعات شعوبها في الحرية والعدالة والانتقال الديمقراطي، عوضا عن رهنها للمستبدين والمتطرفين".
وأشار عبد اللطيف عبيد، الأمين العام المساعد لرئاسة مركز جامعة الدول العربية في تونس، في كلمة تلاها نيابة عن نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن جامعة الدول العربية "بذلت جهودا من أجل تعزيز الوحدة العربية، وتعميق العمل العربي المشترك"، معترفا بأن هـذه الجهود تبقى "غير كافية" بالمقارنة مع التحديات الراهنة.
ويُناقش المؤتمر السنوي "فكر" في دورته الثالثة عشر، حلم الوحدة العربية وواقع الانقسام في ظل المُتغيرات الراهنة، والحاجة العربية المُلحة لإرساء قواعد تكامل اقتصادي وسياسي وثقافي يُلبي طموحات شعوب المنطقة، حسب المنظمين.
كما يبحثُ مفكرون وسياسيون عرب خلال ندوات تنظم على هامش المؤتمر، عددا من القضايا تعنى باللغة العربية وسبل الحفاظ عليها وتطويرها، والصراع الطائفي والهوياتي في المنطقة، إلى جانب الأدوار التي يجب أن تضطلع بها جامعة الدول العربية لتحقيق التقارب المنشود بين شعوب العربية، والعلاقات البينية بين الدول العربية وباقي التكتلات الإقليمية المحيطة.