وكان مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة، قد أصدر يوم السبت الماضي، قائمة تضم 83 تنظيما، ادرجت ضمن التنظيمات الأرهابية، ومن بينها اتحاد علماء المسلمين، الذي يضم في عضويته 95 ألف عضو من الدعاة والعلماء من جميع أنحاء العالم.
ويوجد من بين أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي المصري المولد القطري الاقامة، عدد من العلماء والدعاة المغاربة، أبرزهم الفقيه المقاصدي المثير للجدل عبد الباري الزمزمي، وكذا رضوان بنشقرون الرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي لعين الشق بالدار البيضاء، والباحث في العلوم الشرعية والاجتماعية محمد بولوز، وأستاذة مقارنة الأديان بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة نزيهة امعاريج...
كما يعتبر المغربي أحمد الريسوني (أحد مؤسسي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سنة 2004) الشخصية الثانية من حيث الترتيب في الاتحاد، وذلك بعد أن اختير نائبا للقرضاوي.
وفيما يلي رد الريسوني المنشور بموقعه الإلكتروني:
الإمارات العربية العظمى
من المعلوم أن العقيد معمر القذافي كان مصابا بجنون العظمة، أو قل: بعقدة العظمة، وكان مما يزيده تعقيدا وجنونا أنه يجد كثيرا من الناس يحتقرونه ويرمونه بالحمق والسفه… لذلك عمد إلى تسمية بلده الصغير ذي الثلاثة ملايين بالجماهيرية العظمى… وعمد إلى تسمية نفسه بملك ملوك إفريقيا، ونسب إلى نفسه أمجادا فكرية وفلسفية خيالية، لا يصدقها إلا هو…
وبناء على نظرية تناسخ الأرواح أرى أن روح القذافي وجنونه بوهم العظمة، انتقلت وحلت — بعد هلاكه — في نفوس بعض حكام الإمارات، فبدأوا يشترون ويستأجرون وينتحلون كل ما يوحي بالعظمة والتفوق؛ من الأبراج التي فاق ارتفاعها أبراج طوكيو ونيويورك، إلى تجهيز كل شبر بكاميرات المراقبة، إلى فنادق وكباريهات تفوق ليالي ألف ليلة وليلة…
وقطعا للشك باليقين، لمن لا يؤمنون بعظمة ابن نهيان، أرسل طائراته مسافةَ آلاف الكيلومترات لقصف المدن الليبية، ولا يخفى أن مثل هذا العمل لا تقدر عليه إلا الدول العظمى والزعماء الكبار.
وهكذا، إلى أن ألهمهم الشيطان فكرةً مميزة، وهي أن يُعدّوا “أطول قائمة إرهابية في التاريخ”، فبذلك يتفوقون بمسافة بعيدة على جميع الدول العربية والغربية، متفرقة ومجتمعة. فحتى إسرائيل التي تعادي وتحارب العرب والمسلمين أجمين، ليس لديها من “المنظمات الإرهابية” سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليدين، أو اليد الواحدة.
إذاً مرة أخرى تتفوق الإمارات على العالم كله بقائمتها الإرهابية، التي فاقت في طولها برج خليفة نفسه، مع أن الإرهابيين الحقيقيين وليس المكذوبين، لا توجد عندهم “الإمارات” لا في العير ولا في النفير، ولا يضعونها لا عن شمائلهم ولا وراء ظهورهم، ولا نسمعهم يذكرونها حتى عرضا. وهذا مما يغيظ حكام أبو ظبي وينغص شعورهم بالعظمة، فلذلك أرادوا أن يعيدوا التنبيه والتأكيد على أنهم دولة عظمى يحسب لها ألف حساب، وتحاربها ثلاث وثمانون منظمة إرهابية تنتشر عبر العالم كله.
أنا منذ سنين أستغرب وأتساءل: لماذا “دولة الإمارات” لم تخرج ولا عالما واحدا؟ حتى مفتيهم الرسمي مستورد من اليمن؟ وحتى المستشار الديني لحاكم الإمارات مستورد من المغرب. وحين ينظمون مؤتمرا أو معرضا للعلماء، تجد فيه منتجات “عُلمائية” من كل أنحاء العالم إلا من الإمارات.
الآن فقط وجدت الجواب، وهو أن الإمارات تصنف جميع العلماء الحقيقيين إرهابيين!