لم تكن تسمح الكثير من دول العالم للفلسطينيين بدخول أراضيها بجوازات سفر مزورة، غير أن بعض الدول كانت تبدي مرونة في التعامل معهم، خصوصا الدول العربية وبعض الدول الاشتراكية، المتعاطفة مع قضيتهم.
وبالتزامن مع الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، حكى مرافقه أمين ربايعه المعروف بأحمد النابلسي حادثة مضحكة وقعت لوفد فلسطيني دخل إلى المغرب بجوازات مزورة سنة 1984.
وقال النابلسي في حوار خص به موقع "دنيا الوطن" الفلسطيني إنه "في عام 1984 سافرنا إلى المملكة المغربية لحضور مؤتمر القمة الإسلامي الذي انعقد في مدينة الدار البيضاء". وعند وصولهم إلى المطار سلم أحد مرافقي الرئيس ياسر عرفات جوازات سفر الوفد الفلسطيني إلى السلطات لوضع تأشيرة الدخول عليها، مضيفا "كان في جيبي جوازي سفر مغربي ويمني فناولت على عجل المرافق الذي جمع الجوازات جواز السفر المغربي...طبعا كان مُزوَر".
وتابع النابلسي أنه "عند انتهاء أعمال المؤتمر طلب الملك الحسن الثاني من الأخ أبو عمار أن يبقى في المغرب يوما إضافيا للمشاورة وكذلك لضيافة العائلة المالكة، وطبعا كانت تربط الأخ أبو عمار والعائلة المالكة المغربية علاقة حميمة ومميزه".
واستطرد: "على مأدبة العشاء التي حضرتها العائلة المالكة المغربية جميعها وطبعا أصر الأخ أبو عمار أن نكون نحن المرافقين على تلك المأدبة...أخرج الملك المغربي جواز سفر وخاطب القائد ابو عمار قائلا: أخي بو عمار يا ريت تعملولنا نُسخ من هذا الجواز للشعب المغربي لأنه فعلا أفضل من البسبور المغربي بكثير".
وأمسك الرئيس الفلسطيني جواز السفر "وعندما رأى صورتي التفت نحوي وعيناه تشع بالغضب .. ولكنه سارع بالرد على ملك المغرب قائلا: يا جلالة الملك طلبنا منكم تزويدنا بألفي جواز سفر منذ عام وما حصلنا على شيء".
ورد عليه الحسن الثاني قائلا "سوف تحصلون على خمسة آلاف جواز سفر فورا ولكن صدقني نسختكم المزورة أفضل من نسختنا الأصلية، فقام الجميع بالضحك وتبادل النكات" .
وفي طريق عودة الوفد الفلسطيني باتجاه تونس قال النابلسي أن ياسر عرفات خاطبه قائلا "بالمغربي ومزور كمان بتجي عالمغرب؟ فقلت له أنا آسف ...كنا على عجلة من أمرنا ولم ألاحظ أي جواز سفر أخرجت من جيبي، وبعدين يا أخ أبو عمار جواز سفري لمزور جابلنا 5 آلاف جواز مغربي حقيقي ..".
وأضاف: "ابتسم الأخ أبو عمار وقال : الله يكرمك يابني، فسارعت الى طبع قبلة على جبينه الطاهر".