وكان عبد الجبار الوزير قد نقل يوم الأربعاء الماضي إلى مصحة خاصة بعد تدهور حالته الصحية، وتم بتر ساقه للحد من الآلام التي ظل يعانيها منذ تعرضه لأزمة صحية قبل نحو ثلاثة أسابيع، بسبب إصابته بفشل كلوي حاد، وارتفاع في ضغط الدم، والتهاب في البروستات، مع ارتفاع السكري الذي أفقده القدرة على الإبصار بإحدى عينيه.
وقال أحمد لوزير نجل الفنان عبد الجبار لوزير في تصريح خص به "اليوم 24" إن والده يرقد حاليا بقسم الإنعاش، ويعاني في صمت جحود وتنكر المسؤولين لعطاءاته الفنية طيلة أكثر من 64 سنة من عمره الفني.
وأضاف "نحن لا نتسول أحدا، والدي علمنا التعفف والتنزه عن السؤال، ولكن ما يؤلم حقا هو كل هذا الجحود الذي يلاقيه عبد الجبّار الوزير المقاوم قبل الفنان".
وزاد قائلا "لم يجر أي من المسؤولين المركزيين أو المحليين أي اتصال هاتفي للاستفسار عن وضعية والدي الصحية، باستثناء ديوان وزير الصحة الذي تلقينا منه اتصالا هاتفيا يعلن استعداده للمساعدة. رغم كل الجفاء الذي تعامل معنا به المسؤولون، فإننا تلقينا احتضانا من الطاقم الطبي بالمصحة، وعلى رأسه الدكتور محمد الشرعي، ومن جمهور عبد الجبّار الوزير داخل مراكش وخارجها".
والفنان عبد الجبار الوزير من مواليد سنة 1928، التحق عندما كان عمره 15 سنة بفريق الكوكب المراكشي لكرة القدم، حيث لعب في مركز حراسة المرمى في فريق الفتيان. وبعد ذلك أودع السجن من طرف المستعمر الفرنسي، بسبب مواقفه الوطنية. وفي سجن لعلو بالرباط تعلم قواعد القراءة والكتابة من مقاومين مغاربة كانوا معتقلين معه في نفس الزنزانة. ليلتحق بعد ذلك بالقوات المساعدة، قبل أن يقرر التفرغ نهائيا للتمثيل والفن.
وكان أول عمل مسرحي يشارك فيه الفنان عبد الجبار الوزير هو مسرحية "الفاطمي والضاوية"، رفقة الفنان الراحل محمد بلقاس، التي عرضت في عدة مدن مغربية.
ليشارك بعد ذلك في العديد من المسرحيات، مع الفنان الراحل محمد بلقاس، كما قدم العديد من المسلسلات والأفلام التي لاقت ترحيبا وإعجابا من قبل المغاربة، من قبيل "الحراز"، و"حلاق درب الفقراء"، و"دار الورثة"، و"ولد مو"...