وفي تصريحات للأناضول، قال الحسين أحسين، رئيس جمعية تيفاوين (المنظمة للمهرجان)، إن فكرة تنظيم حفل زفاف جماعي، جاءت كمساهمة لإعادة الأمور إلى نصابها، بخصوص عادة "الصقير"، التي انحرفت عن أهدافها في السنوات الأخيرة، ولم تعد تفضي إلى الزواج، كما جرت عادات وتقاليد المنطقة.
وعادة "الصقير" عبارة عن لقاء شباب بفتيات راغبات في الزواج، في أماكن عمومية، في عدة مناسبات وأعياد دينية، واحتفالية، لتبادل أطراف الحديث والتعارف، قبل تتويج هذا اللقاء الذي يعقد برضى الطرفين، بخطبة الشاب للفتاة، بحسب أحسين.
وأضاف رئيس الجمعية: "نحن نشجّع الشباب الذين لا يتوفرون على الإمكانات المادية الكافية للزواج، ونحافظ على تراثنا الثقافي، من خلال إبراز العادات والتقاليد المرتبطة بالزي والرقص الجماعي الأمازيغي".
ولفت إلى أن "الجمعية تعطي كل عريس وعروس من ضمن الذين عقدوا قرانهم في حفل الزفاف الجماعي 1200 دولار، إلى جانب استفادتهم بصحبة عائلاتهم من جميع مراسيم الحفل الكبير بالمجان".
وأوضح أن "هذه الدورة ضمّت 24 عريسًا وعروسة في مراسيم عقد القران الجماعي".
وقامت فرق فنية محلية بتجسيد عادات العرس الأمازيغي، عبر التجول في عدد من شوارع المدينة، قبل الوصول إلى مكان تنظيم الحفل الكبير، حيث تجمع المئات من ذوي العرسان، وساكنة المنطقة، وضيوف المهرجان، وعدد من السياح.
وترافق نساء من عائلة العروس المقبلة على الزواج بلباس أبيض يخفي وجوههن، كما ترافق قريبات العريس ابنهن، إلى أن تلتقي المجوعتان بمنتصف الطريق، لتتشكّل مجموعة واحدة ترافق العريسين إلى منزلهما الجديد، بعد تقديم الهدايا الخاصة بالعروس.
وانطلق مهرجان تيفاوين (الأضواء) في 15 غشت الجاري، واختتم فعالياته في وقت متأخر من مساء الأحد، وحدد شعار دورته التاسعة في "الانتصار لفنون القرية".
ولا توجد أرقام رسمية تحدد أعداد الناطقين بالأمازيغية كلغة أم في المغرب، غير أنهم يتوزعون على ثلاث مناطق جغرافية (منطقة الشمال والشرق ومنطقة الأطلس المتوسط ومناطق سوس في جبال الأطلس) ومدن كبرى في البلاد، فضلا عن تواجدهم بالواحات الصحراوية الصغيرة.
و”الأمازيغ” هم مجموعة من الشعوب الأهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غربي مصر) شرقًا إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوباً.