الحفل الذي نظم بالعاصمة الرباط يوم أمس الأحد، تحت شعار "الجيل الأول من مغاربة العالم: تكريم جيل الرواد"، سيطر عليه جو الاحتجاج منذ دقائقه الأولى، إذ احتج عدد من الصحافيين والمدعون الذين رفض حراس الأمن السماح لهم بدخول القاعة التي احتضنت الحفل، بدعوى أنها لا تسع الجميع.
هذا الحفل حضره رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ووزير وزير التجهيز و النقل و اللوجيستيك عزيز الرباح، ووزير الدولة عبد الله باها، ورئيس مجلس النواب الطالبي العلمي، و وزير الهجرة المالي، إضافة إلى عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية، الذي ما إن أخذ الكلمة حتى علت الأصوات التي تطالبه بالرحيل.
بوصوف الذي كان يتحدث عما قدمه الجيل الأول لبلدان المهجر وبلده الأصلي، رد على منتقديه الذين طالبوه بالرحيل واتهموه بأنه لم يقدم شيئا للجالية بالقول ""أنا غادي نبقا هنا، واجي انت رحّلني أنا مكانخافش من التهديدات والكلمات"، وأضاف "أنا ماعندي علاياش نخاف..وعندنا منجزات مسجلة، يشهد عليها التاريخ بالآلاف من المقالات الصحافية، والآلاف من الربورتاجات التلفزيونية...".
بوصوف أثار ضده أبناء الجالية أكثر عندما أردف قائلا أن الكثير من يتحدثون الآن مجرد "نكرة وأنا أتحمل المسؤولية فيما أقوله، ولاوجود لهم في أرض الواقع..بنضالاتنا وبعملنا وبإنجازاتنا منذ 25 سنة، لم نلتق مثل هذه الوجوه البئيسة الشريرة، وأتحمل مسؤوليتي..".
وعندما هم الحاضرون بالانصراف تدخل بنكيران وأخذ الكلمة من بوصوف، وطلب من الحاضرين الجلوس، وأكد أن ماوقع مجرد سوء تفاهم انتهى، وأضاف أن المغاربة يعودون إلى الملك إن وقع خلاف بينهم وهو من يعمل على حله...
كلام بنكيران لم ينجح في إزالة أجواء التوتر والغضب التي طغت على الحفل، ليتدخل من جديد، ويقنع بوصوف بتقديم اعتذار، حيث قال هذا الأخير وسط هتافات تطالبه بالرحيل، "أنا لم أقصد الجميع، ومن أسأت إليه بغير قصد فأعتذر من الجميع".
يذكر أن الحفل شهد في ختامه تكريم مجموعة من أفراد الجيل الأول من المغاربة المقيمين بمختلف الدول عبر العالم، كما تم عرض شريط وثائقي حول هذا الجيل، وتقديم شهادات لمشاركين من الجيل الأول لمغاربة العالم حول تجربتهم ونجاحاتهم في بلاد المهجر.