وقال كمال عقيل، المقيم بمدينة مغنية الواقعة على الحدود مع المغرب، في حديث للأناضول إنّ "أسواق مغنية (500 كلم غرب الجزائر العاصمة)، تعجّ بالمحلات التي تبيع التوابل المغربية من فلفل أسود، فلفل أحمر، الزعفران، والكمون، رأس الحانوت (خليط من التوابل)".
وتابع عقيل: "يقصد محلات التوابل الكثير من الجزائريين خلال شهر رمضان، القادمين من محافظات مختلفة من الوطن، نظرا لجودتها وأثمانها المعقولة، فضلا عن النكهة التي تمنحها للأطباق".
وعن كيفية اكتساح التوابل المغربية للأسواق والمحلات بمدينة مغنية، أوضح عقيل بأن التوابل المغربية كانت تدخل مغنية في السنوات الماضية، عن طريق التهريب عبر الحدود البرية مع المغرب، لكن الآن بعد تشديد الرقابة على الحدود، أصبح هنالك تجار كبار يستوردون التوابل بطريقة شرعية من المملكة المغربية، على حدّ قوله.
وأغلقت الجزائر عام 1994، حدودها البرية مع المغرب، إثر تحميل المغرب للسلطات الجزائرية مسؤولية هجمات مسلحة استهدفت سياحًا إسبانيين في مدينة مراكش، وفرض تأشيرة دخول مسبقة على المواطنين الجزائريين.
وإذا كانت مدينة مغنية الحدودية تشهد لهفة على التوابل المغربية خلال شهر الصيام، فإن الحال لا يختلف بمدينة وهران (450 كلم غرب الجزائر العاصمة)، حيث تعرف المحلات المتخصصة في بيع هذه التوابل قبولا غير مسبوق خلال رمضان، من طرف الأمهات اللائي يحرصن على شرائها لإعطاء أطباقهن مذاقا حلوا.
وفي السياق، قالت فاطمة غانو، في العقد الرابع من العمر، ومقيمة بوهران: "لا يمكني الاستغناء عن التوابل المغربية، في رمضان وفي غيره، لأنها تجعل الأطباق التي أحضرها شهية، خاصة طبق الحريرة (حساء يحضر بشعير مطحون)".
وأضافت غانو: "هناك محلات في سوق المدينة الجديدة بوهران، مختصة في بيع التوابل المغربية، كل ربات البيوت يقصدنها لاقتناء ما يلزمهن".
ووافقت فاطمة في الرأي، مريم بوسعيد قائلة: "لا يمكن أن أتخيل الطعام الذي أحضره بدون توابل مغربية، من رأس حانوت، وكمون وغيرها...فزوجي وأولادي تعوّدوا على الأكلات الشهية التي أعدّها والفضل يعود إلى التوابل المغربية".
وأضافت مريم لمراسل الأناضول: "هناك تشابه كبير بين المغاربة والجزائريين في العادات والتقاليد وحتى الأطباق، خاصة "الحريرة" التي تعتبر الطبق المفضل للمغاربة وسكان غرب الجزائر على حدّ سواء".