الفرقة التي حولت شوارع الرباط إلى "مسرح سيرك" مفتوح، قدمت عروضها مرفوقة بعربة يجرها حصان، محاطة بشباب يرتدون أزياء بهلوانية، فيما أدت راقصات استعراضيات لوحات فنية من وحي مشاهد "عروض السيرك"، في مشهد لم يألفه المارة في شوارع مدينتهم، لكنهم تفاعلوا معه بحرارة لافتة.
قدمت الفرقة عروضها الاستعراضية الاحتفائية على وقع نغمات الموسيقى التقليدية المغربية، الموسيقى الحسانية (موسقى أهل الصحراء) وموسيقى كناوة (موسيقى الزنوج) وغيرها من أصناف الألوان الموسيقية التراثية في المغرب، وشاركها الجمهور بعفوية في استعراضاتها، حيث تابع عروضها الراقصة، والألعاب البهلوانية التي تميز مٌبدعوها في أدائها.
وعاشت شوارع العاصمة المغربية بدورها طوال أيام المهرجان، الذي تختتم فعالياته اليوم السبت، على إيقاعات موسيقى العالم، حيث ستجوب عدد من الفرق الموسيقية أزقة شوارع الرباط، لتقديم استعراضات راقصة وأخرى مغناة، واحتفاليات بهلوانية مستوحاة من شتى صنوف الموسيقى العالمية، تحييها مجموعات موسيقية من فرنسا والمغرب والهند والولايات المتحدة، في خطوة لتقريب الألوان الموسيقية المختلفة من جمهور المدينة.
وعلى غرار الدورات السابقة، اختار منظمو المهرجان إحياء الذاكرة الموسيقية التراثية على منصة "شالة" (مدينة قديمة) التاريخية، عبر برمجة عروض خاصة بموسيقى أكبر أنهار العالم بعنوان "غناء الأنهار"، لتعرض التراث الموسيقى النابع من ضفاف الأنهار التاريخية كنهر النيل والمسيسيبي، وكذا نهر الفرات وأم الربيع والدانوب.
ويحظى مهرجان "موازين إيقاعات العالم" بشهرة عربية وعالمية، مكنته من استقطاب اهتمام أبرز الفنانين العرب والعالميين، للمشاركة في إحياء حفلاته، كالمغنية الأمريكية الراحلة "ويتني هيوستن"، ونجم موسيقى الجاز الأمريكية "بي بي كينغ" وآخرين، كما يحظى بآلاف المعجبين من داخل المغرب وخارجه.
ويقول المشرفون على المهرجان، الذي تقيمه جمعية "مغرب الثقافات" برعاية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، إنهم "يعمدون إلى تنويع العروض الفنية التي تقدمها الفرق الموسيقية القادمة من مختلف قارات العالم، لتمزج بين التراث الأفريقي والعربي الآسيوي، بالإضافة إلى الموسيقى الحديثة بمختلف ألوانها وجنسياتها وأصنافها تلبية لأذواق الجمهور المختلفة".
وافتتحت فعاليات الدورة الثالثة عشر للمهرجان في الـ 30 من مايو / آيار الماضي، وتنتهي اليوم.