مدينة "أغادير" تعرضت لما تعرض له قارون ومخازنه التي تنوء العصبة أولو القوة من حمل مفاتحها!! كانت مخازن للمجوهرات بلا عدد حتي ان مفاتحها ثقيلة من كثرتها بحيث لا يستطيع جمهور من الشيالين ان يحملوها.. هذه المخازن خسف الله عز وجل بها الأرض بعد ان انشق قارون عن موسي وعن قومه وبغي عليهم وانضم إلي فرعون.
نفس الحكاية حدثت لمدينة أغادير في الخمسينيات من القرن الماضي.. حينما استيقظت مملكة المغرب ذات يوم فلم تجد مدينة أغادير!!.. اختفت المدينة من علي سطح الأرض.. انشقت الأرض وسقطت المدينة بكاملها تحت سطح الأرض!! العالم كله ذهب إلي المغرب ليري هذا الحدث الذي لم يقع مثله إلا في التاريخ القديم.. كل علماء العالم - ليس علماء الجيولوجيا فقط
- كل علماء الهندسة والعمارة والتربة.. كل العلماء في كل الفروع ذهبوا إلي المغرب.. وكل علماء الأديان.. وكل رجال الإعلام في كل أنحاء العالم.. الدنيا كلها توجهت نحو أرض فضاء كانت هنا حتي 24 ساعة ماضية مدينة كاملة بها مساكن وعمارات ومساجد وكنائس ومدارس ومستشفيات وجامعة وأسواق ومحلات.. مدينة بكل محتوياتها من الجماد والزراعة والبشر!! بل والحيوانات والطيور.. شيء أغرب من الخيال!!
ظل العالم كله يتحدث عن هذه الظاهرة التي لم تحدث علي سطح الكرة الأرضية إلا مرتين منذ خلق الله السماوات والأرض عز وجلت قدرته!!
لا تقل لي ان علماء استطاعوا ان يجدوا سبباً ولا رجال دين استطاعوا ان يفسروا أو يفتحوا أفواههم أمام معجزة إلهية بهذا الشكل.. بل لم ينج أحد لكي يروي ما حدث.. وقف العالم كله مشدوها مشدودا أمام حدث من الصعب تصديقه رغم انه حقيقة!!
فقط.. الأدباء والشعراء والقصصيون اتخذوا من هذا الحدث مادة ثرية للغاية لخيالهم وأقلامهم.. أما الصحفيون فقد اتخذوا من كلمة "أغادير" وصفاً لكل ما هو غير معقول.. ولكل ما هو كارثة أغرب من الخيال!!.
الغريب حقيقة ان زملاءنا الذين سافروا مع فريق الأهلي لم يكتب أحدهم عن تاريخ هذه المدينة التي تم بناؤها من جديد.. ليس في نفس المكان خوفاً من أي شيء!! فالناس فقدت عقولها من غرابة الحدث.. ولكن كان أمام الزملاء الأفاضل متحف مشهور هناك يروي ما حدث لهذه المدينة!! المتحف موجود بجوار الاستاد!!
كما سبق ان كتبت ان زملائي الأفاضل الحاليين يهتمون خلال سفرياتهم بالمباريات والتمرين فقط.. وكنت علي العكس.. اهتم كثيراً بالقصص والحكايات الجانبية للرحلة أو في البلد المضيفة.. وهي الحكايات التي تشد القارئ أما المباريات فكانت بالنسية لنا مجرد أخبار نمليها تليفونياً.
نقلا عن صحيفة الجمهورية المصرية .